العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
وقال اجلويين: ]فلو فرضنا مستجمعا للشرائط أي شرائط الإمامة ابلغا يف الورع الغاية القصوى، وقدران آخر أكفأ<br />
منه، وأهدى إَل طرق السياسة والرايسة، وإن مل يكن يف الورع مثله، فاألكفأ أوىل ابلتقدم[<br />
مما سبق يتبين لنا أنه يجوز تولية المفضول ألسباب:<br />
األول: غيا الفاضل، ويف معناه أسْرَه، أو مرضه مبا يقعده عن القيام ابألعباء.<br />
. 1<br />
الَاين: جلب املنفعة، ككون املفضول أصلح للوالية أو أمجع لقلوب الناس، ويف هذا قال ابن حجر: ]والذي يظهر<br />
من سرية عمر يف أُمَرَائِه الذين كان<br />
.<br />
3<br />
يُؤمِّرهم يف البالد أنه كان ال يراعي األفضل يف الدين فقط، بل يضم إليه مزيد<br />
املعرفة ابلسياسة مع اجتناب ما خيالف الشرع منها، فألجل هذا استخلف معاوية واملغرية بن شعبة وعمرو بن العاص<br />
مع وجود من هو أفضل منهم يف أمر الدين والعلم كأيب الدرداء ابلشام، وابن مسعود ابلكوفة[<br />
2<br />
، وقال ابن تيمية:<br />
]فالواجب يف كل والية األصلح حبسبها، فإذا تعني رجالن أحدمها أعظم أمانة واآلخر أعظم قوة: قُدِّم أنفعهما لتلك<br />
الوالية، وأقلهما ضررا <strong>في</strong>ها، <strong>في</strong>ُقَدم يف إمارة احلروب الرجل القوي الشجاع وإن كان <strong>في</strong>ه فجور على الرجل الضعيف<br />
العاجز وإن كان أمينا، كما سئل الإمام أمحد: عن رجلني يكوانن أمريين يف الغزو، وأحدمها قوي فاجر واآلخر صاحل<br />
ضعيف، مع أيهما يُغزى؟ فقال: أما الفاجر القوي فقوته للمسلمني وفجوره على نفسه، وأما الصاحل الضعيف<br />
فصالحه لنفسه وضعفه على املسلمني، <strong>في</strong>غزى مع القوي الفاجر، وقد قال النيب صلى هللا عليه وسلم : »إن هللا يؤيد<br />
هذا الدين ابلرجل الفاجر« ورُوِيَ »أبقوام ال خالق هلم«. وإن مل يكن فاجرا كان أوَل إبمارة احلرب ممن هو أصلح منه<br />
يف الدين إذا مل يَسُد مَسَدمه[<br />
الَالث:<br />
دفع املفسدة ودرء الفتنة، ككون املفضول حازما يف سياسة القوم وإقامة احلدود وغريها، ويف هذا يقول<br />
القرطيب: ]جيوز نصب املفضول مع وجود الفاضل خوف الفتنة وأال يستقيم أمر األمة، وذلك أن الإمام إَّنا نصب<br />
لدفع العدو ومحاية البَيْضة وسد اخللل واستخراج احلقوق وإقامة احلدود وجباية األموال لبيت املال وقسمتها على<br />
أهلها. فإذا خيف إبقامة األفضل اهلرج والفساد وتعطيل األمور اليت ألجلها ي ُنْصَب الإمام كان ذلك علرا ظاهرا يف<br />
العدول عن الفاضل إىل املفضول، ويدل على ذلك أيضا عِلْمُ عمر وسائر األمة وقت الشورى أبن الستة <strong>في</strong>هم فاضل<br />
ومفضول، وقد أجاز العقد لكل واحد منهم إذا أدى املصلحة إَل ذلك واجتمعت كلمتهم عليه من غري إنكار أحد<br />
عليهم، وهللا أعلم[<br />
. 4<br />
ومن أمثلة تولية املفضول لِدَرْءِ الفتنة عزل عمر بن اخلطاب لسعد بن أيب وقاص من إمارة الكوفة وتولية غريه عليها،<br />
مع كون سعد من العشرة املبشرين ابجلنة ومن أصحاب الشورى الذين استخلفهم عمر، وقال عمر عنه: )فإين مل أعزله<br />
086<br />
- 1 )الغياثي( ص 191<br />
- 2 )فتح الباري( ج 13 ص 189<br />
- 3 )جمموع الفتاوى( ج 29 ص 255<br />
- 4 تفسري القرطيب ج 1 ص 221