العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
=<br />
11<br />
وعلى األمري<br />
أن ينصف أتباعه بعضهم من بع<br />
، فإذا وقعت خصومات بني أتباعه فعليه أن يفصل <strong>في</strong>ها<br />
بنفسه، أو يعني انئبا عنه للمظامل ينصف املظلوم وَيخذ على يد الظامل ابلزجر والتعزير، لتصري األمور ابلعدل منضبطة،<br />
ونقمة الرب عن اجلند مرتفعة، مع االحرتاز من توقيع العقوابت البليغة إذا كان اجلند أبرض العدو، بدار احلرب حلديث<br />
1<br />
»ال تُقطع األيدي يف الغزو« ، والعمل عليه عند بعض أهل العلم، منهم األوزاعي أن ال يقام احلد يف الغزو حبضرة<br />
2<br />
العدو، وخمافة أن ي َلْحَق مَن يُقام عليه احلد ابلعدو، فإذا رجع الإمام إَل دار الإسالم أقام عليه احلد . وقال ابن قدامة<br />
إن هذه املسألة عليها إمجاع من الصحابة وقال هبا األوزاعي وإسحاق وخالف <strong>في</strong>ها مالك والشافعي وأبو ثور وابن<br />
3<br />
املنذر .<br />
قلت: فإذا كانت اخلصومة<br />
بني الإخوة املسلمني يف حق بعضهم بعضا، فالإصالح أوَل من العقوبة، وعلى األمري أو<br />
انئبه أن يعظ املتخاصمني ويذكرهم أبم يتعارفوا <strong>في</strong>ما بينهم وأن يتناسوا حظوظ أنفسهم خاصة يف ساحة اجلهاد،<br />
4<br />
والإصالح أنفع من العقوبة يف إزالة الشحناء والبغضاء، قال تعاَل: }قَاتَّقُوا َّللاَّ َ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُ ْم{ ، وقال رسول<br />
هللا صلى هللا عليه وسلم : »أال أخربكم أبفضل من درجة الصوم والصالة والصدقة؟« قالوا بلى اي رسول هللا؟ قال:<br />
5<br />
»إصالح ذات البني، وفساد ذات البني احلالقة« .<br />
= 11<br />
وعلى األمري أال يستأثر بشيء دون أتباعه حىت ال تتغري القلو عليه، فعليه أن َيكل مما َيكلون وينام كما<br />
ينامون ويركب كما يركبون أو دوهنم، وال خيص نفسه بشيء من املتاع دوهنم إال ما تستدعيه ضرورة عمله. وعليه أن<br />
يشاركهم يف التدريبات املختلفة فذلك أنشط هلم وأكثر فائدة له ما أمكنه ذلك.<br />
= 02<br />
وجيوز لألمري أن يسوس أتباعه ابألمر املفضول إذا دعت املصلحة إىل ذلك، ما مل يكن حمرما، ودليل ذلك<br />
ما رواه البخاري بسنده عن األسود بن يزيد: كانت عائشة تُسِ رُّ إليك كثريا، فما حدثتك يف الكعبة؟ قلت: قالت يل:<br />
قال النيب<br />
صلى هللا عليه وسلم<br />
: »اي عائشة لوال قومك حديث عهدهم قال ابن الزبري:<br />
بكفر لنقضت الكعبة<br />
فجعلت هلا اببني: ابب يدخل الناس، وابب خيرجون« ففعله ابن الزبري . 6 وقال ابن حجر: ]يف احلديث معىن ما ترجم<br />
له أن قريشا كانت تعظم أمر الكعبة جدا، فخشي صلى هللا عليه وسلم أن يظنوا ألجل قرب عهدهم ابلإسالم أنه<br />
غَريم بناءها لينفرد ابلفخر عليهم يف ذلك،<br />
ويستفاد منه ترك املصلحة ألمن الوقوع يف املفسدة، ومنه ترك إنكار<br />
218<br />
- 1<br />
رواه أبو داود والرتمذي والنسائي عن بشر بن أرطأة )ويقال بسر بن أرطأة، أو ابن أيب أرطأة، ويف صحبته ومساعه من النيب خالف. قال<br />
الرتمذي: حديث غريب<br />
- 2 )نصب الراية( للزيلعي ج 3 ص 344<br />
- 3 )املغين والشرح الكبري( ج 11 ص 537<br />
- 4 سورة األنفال، اآلية:<br />
539<br />
1<br />
- 5 رواه الرتمذي وصححه عن أيب الدرداء، واحلالقة أي اليت حتلق الدين<br />
- 6<br />
روى الإمام البخاري هذا احلديث يف كتاب العلم من صحيحه )ابب من ترك بعض االختيار خمافة أن ي َقْصُر فَهْمُ بعض الناس عنه <strong>في</strong>قعوا يف أشد<br />
منه( وكلمة االختيار تعىن املباحات واملستحبات ال األوامر والنواهي حيث ال اختيار.