العمدة في إعداد العدة

= 3
والعهد بني موسى والرجل الصاحل مبَِدْين،‏ قال تعاَل:‏ ‏}ذَلِكَ‏ بَيْنِي وَ‏ بَيْنَكَ‏ أَيَّمَا األَجَلَيْنِ‏ قَضَيْتُ‏ قَالَ‏ عُدْوَ‏ انَ‏ عَلَيَّ‏
وَ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ عَلَى مَا نَقُولُ‏ وَ‏ كِيلٌ{‏ ، 1
قال القرطيب:‏
‏]}وَ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ عَلَى مَا نَقُولُ‏ وَ‏ كِيلٌ{‏
قيل هو من قول موسى،‏ وقيل هو من
قول والد املرأة.‏ فاكتفى الصاحلان صلوات هللا عليهما يف اإلشهاد عليهما ابهلل ومل يشهدا أحدا من افلق.‏ أ ه ] فلئن
صح هذا يف شرع من قبلنا فقد جاء شرعنا ‏ِبالفه.‏
= 4
والعهد بني أيب ذر وعلي رضي هللا عنهما مل يكتباه ومل يشهدا عليه...‏ وهكذا.‏
فائدة:‏ تغليظ العهود والمواثيق:‏
جيوز تغليظ العهود واملواثيق بني املسلمني مبا ت ‏ُغَلمظ به أميان الشهود يف القضاء
ابللفظ أو ابلزمان أو ابملكان،‏ أبحدمها أو ببعضها أو هبا كلها.‏
وليس بواجب،‏ ويكون التغليظ
واألصل يف التغليظ قول هللا تعاىل:‏ ‏}يَاأَيُّهَا الَّذِينَ‏ آمَنُوا شَهَادَةُ‏ بَيْنِكُمْ‏ إِذَا حَضَرَ‏ أَحَدَكُمْ‏ الْمَوْ‏ تُ‏ حِ‏ ينَ‏ الْوَ‏ صِ‏ يَّةِ‏ اثْنَا ‏ِن
ذَوَ‏ ا عَدْلٍ‏ مِنْكُمْ‏ أَوْ‏ آخَرَ‏ انِ‏ مِنْ‏ غَيْرِ‏ كُمْ‏ إِنْ‏ أَنْتُمْ‏ ضَرَ‏ بْتُمْ‏ قِي األَرْ‏ ضِ‏ قَأَصَابَتْكُمْ‏ مُصِ‏ يبَةُ‏ الْمَوْ‏ تِ‏
الصَّالةِ‏ قَيُقْسِمَانِ‏ بِاّلِلَّ‏ ِ{
. 2
= 1
تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ‏ بَعْ‏ ‏ِد
فالتغليظ ابللفظ يكون أبن يقسم مبزيد من أمساء الر تعاىل وصفاته مثل ‏)وهللا الذي ال إله إال هو عامل الغيب
والشهادة الرمحن الرحيم،‏ الطالب الغالب،‏ الضار النافع،‏ الذي يعلم خائنة األعني وما ختفي الصدور(‏ رُوِيَ‏ هذا عن
ابن عباس رضي هللا عنهما.‏
= 2
والتغليظ ابلزمان:‏ أبن يقسم بعد صالة العصر،‏ لقوله تعاَل:‏ ‏}تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ‏ بَعْدِ‏ الصَّالةِ‏ قَيُقْسِمَانِ‏ بِاّلِلَّ‏ ِ{
وأكثر العلماء على أن الصالة يف اآلية هي صالة العصر،‏ وقد ورد هذا صرحيا يف قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
: ‏»ثالثة ال
=
3
يكلمهم هللا إَل قوله ورجل ابيع رجال بسلعة بعد العصر،‏ فحلف ابهلل لقد أعطى هبا كذا وكذا فصدقة
3
أخذها،‏ ومل ي ‏ُعْطَ‏ هبا«‏ ، وروى البخاري أيضا عن أيب هريرة مرفوعا:‏ ‏»ثالثة ال يكلمهم هللا يوم القيامة إَل قوله
4
ورجل حلف عن ميني كاذبة بعد العصر ليقتطع هبا مال امرئ مسلم«‏ .
والتغليظ
ابملكان:‏ بني الركن واملقام مبكة،‏ والقدس عند الصخرة،‏ وعند املنرب يف سائر البالد،‏ ملا رَوَى مالك
والشافعي وأمحد عن جابر مرفوعا:‏ ‏»من حلف على منربي هذا ميينا آمثة فليتبوأ مقعده من النار«،‏ وقِيس عليه ابقي
منابر املساجد . 5 وتفصيل ما سبق بكتب القضاء والشهادات يف كتب الفقه.‏
049
29
- 1 القص ، اآلية:‏ 27
- 2 املائدة،‏ اآلية:‏ 116
- 3 رواه البخاري عن أيب هريرة،‏ حديث 7212
- 4 احلديث 7446
- 5 وحديث جابر هذا صححه الشيخ األلباين يف إرواء الغليل حديث 2687