17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أما إذا مل يكن لألمري أمري أعلى منه،‏ فتؤول اخلصومات بينه وبني أتباعه إَل التحكيم،‏ يرتاضيان على رجل حيكم<br />

بينهما،‏ وسبقت الإشارة إَل هذا يف هناية الباب الثالث من هذه الرسالة،‏ وحتاكم عمر بن اخلطاب وأعرايب إَل شريح<br />

العراقي،‏ فأُعجِ‏ ب عمر حبكم شريح فوالمه القضاء،‏ وسبقت أمثلة أخر.‏ ويف الدولة املسلمة جيوز آلحاد الرعية مقاضاة<br />

الإمام فمن دونه من العمال عند القاضي.‏<br />

ب = وأما الإستطاعة من جهة املأمور،‏ فدليلها<br />

ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال:‏ ‏)كنا إذا ابيعنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على السمع<br />

والطاعة،‏ يقول لنا:‏<br />

1<br />

<strong>في</strong>ما استطعتم(‏ .<br />

وما رواه البخاري عن جرير بن عبد هللا<br />

2<br />

‏)<strong>في</strong>ما استطعت،‏ والنصح لكل مسلم(‏ .<br />

<br />

قال:‏ ابيعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على السمع والطاعة،‏ فَلَقمنَينِ‏<br />

وروى البخاري عن عبد هللا بن دينار قال:‏ ‏)ملا ابيع الناس عبد امللك كتب إليه عبد هللا بن عمر:‏ إَل عبد هللا عبد<br />

امللك أمري املؤمنني،‏ إين أقر ابلسمع والطاعة لعبد امللك أمري املؤمنني على سنة هللا وسنة رسوله <strong>في</strong>ما استطعت،‏ وإن<br />

بين أقروا بذلك(‏ . 3<br />

4<br />

والطاعة <strong>في</strong>ما يستطيعه املرء مندرجة حتت األصل العام الوارد يف قوله تعاَل:‏ ‏}ال يُكَلِفُ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ نَفْس ‏ًا إِال وُ‏ سْعَهَا{‏ ، وقوله<br />

تعاَل:‏ ‏}قَاتَّقُوا ‏َّللاَّ‏ َ مَا اسْتََِعْتُ‏ ‏ْم{‏ ، 5 وقول النيب صلى هللا عليه وسلم : ‏»وَمَا أَمَرْتُكُمْ‏ بِهِ‏ فأتوا مِنْهُ‏ مَا اسْتَطَعْتُمْ«‏ ، 6 وهذا<br />

أمر يعلمه هللا تعاَل من العبد فإن نَكَلَ‏ عن الطاعة مدعيا عدم الإستطاعة كاذاب،‏ فاهلل مُطملِع عليه،‏ ‏}وَ‏ سَيَرَ‏ ى ‏َّللاَّ‏ ُ<br />

عَمَلَكُمْ‏ وَ‏ رَ‏ سُولُهُ{‏ . 7<br />

واملقصد مما سبق أن عهود األمراء على الطاعة ينبغي أن تقيد هبذين القيدين:‏ املعصية من جهة األمري واالستطاعة من<br />

جهة املأمور.‏<br />

خاتمة ونصيحة.‏<br />

حب الإمارة واحلرص عليها مرض ال ينجو منه إال من رحم هللا تعاَل.‏ أما كونه مرضا فألنه يفس ‏ُد دينَ‏ صاحبه كما<br />

قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ‏»مَا ذِئْبَانِ‏ جَائِعَانِ‏ أُرْسِ‏ الَ‏ يفِ‏ غَنَمٍ‏ أبَِفْسَدَ‏ هلََا مِنْ‏ حِ‏ رْصِ‏ الْمَرْءِ‏ عَلَى الْمَالِ‏<br />

417<br />

- 1 حديث:‏ 7212<br />

- 2 حديث:‏ 7214<br />

- 3 حديث:‏<br />

- 4 سورة البقرة،‏ اآلية:‏<br />

- 5 سورة التغابن،‏ اآلية:‏<br />

7215، وعبد امللك هو ابن مروان.‏<br />

296<br />

16<br />

- 6 متفق عليه عن أيب هريرة.‏<br />

- 7 سورة التوبة،‏ اآلية:‏<br />

84

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!