العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تسلب حق التشريع من هللا وتعطيه للبشر، وقال تعاَل: }إِنْ الْحُكْمُ إِالَّ ّلِلِ َّ ِ أَمَرَ أَال تَعْبُدُوا إِال إِيَّاهُ{ ، 1 ويك<strong>في</strong> يف كفر<br />
الدميقراطية أن قرارات<br />
الربملان خترج مُصَدمرَة )ابسم الشعب( وليس )ابسم هللا( فهم قد وضعوا الشعب موضع هللا<br />
سبحانه، وهلذا فإن الدميقراطية هي من صور أتليه البشر من دون هللا، وقد حرمها هللا يف قوله تعاَل: }وَ ال يَتَّخِ ذَ<br />
2<br />
بَعْضُنَا بَعْض ًا أَرْ بَابًا مِنْ دُونِ َّللاَّ ِ{ . وهذا النظام الشركي قد جلأت إليه األمم الكافرة كاليهود والنصارى بعد ما<br />
بَدملوا دينهم ومل يبق هلم شرع صحيح وهو أفضل هلم من احلكم الفردي االستبدادي. أما ابلنسبة للمسلمني فالتشريع<br />
هلل ُث لرسوله صلى هللا عليه وسلم، والسلطان إَّنا هو منفذ هلذه األحكام، وقلما جتد انزلة ليس هلا حكم يف الشريعة<br />
إما نصا وإما استنباطا. وما ال حكم له أو ما كان مباحا فأمره إَل الإمام له أن يشاور وبتخيري من آراء أهل الشورى<br />
أو يدعها ويعمل بنظره هو، وليس ألحد أن يلزمه ابلعمل برأي أهل الشورى وإن اتفقوا، وعلى األمة طاعة الإمام <strong>في</strong>ما<br />
يراه ما مل يكن معصية. والدليل على هلا ما يلي:<br />
أوال: لو افرتضنا جدال أن األمر يف قوله تعاَل: }وَ شَاوِرْ هُمْ قِي األَمْرِ } هو للوجوب، فهذا يف مشروعية الشورى،<br />
ومل يرد نص إبلزام الشورى: أي بوجوب طاعة الإمام ألهل الشورى ومن قال إن الإلزام يُستفاد من الن السابق<br />
استنباطا وإال لكان<br />
األمر ابملشاورة عبثا، فنقول له أنت هبذا قد أتيت بزايدة مل تَرِد يف الن ، وكأن الن<br />
يقول:<br />
)وَشَاوِرْهُمْ يفِ األَمْرِ ُثُم أَطِعْهُم( وهذا هو العبث، فال يصح أن يكون هذا دليال على الوجوب. وحىت لو أجزان هذا<br />
االستنباط كدليل لوجوب إلزام الشورى فإنه ال يقوى على معارضة األمر بطاعة الإمام الواجبة ابلنصوص القطعية.<br />
<strong>في</strong>سقط ما ثبت ابالستنباط واإلشارة عندما يتعارني مع ما ثبت ابلنص القطعي، والثابت ابلنصوص الصرحية<br />
القطعية أن الشريعة أمرت الرعية بطاعة األمري، ومل أتمر األمري بطاعة الرعية وال بطاعة أهل الشورى. قال تعاَل:<br />
}يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَِِيعُوا َّللاَّ َ وَ أَِِيعُوا الرَّ سُولَ وَ أُوْ لِي األَمْرِ مِنْكُ ْم{ ، 3 فما مل يكن <strong>في</strong>ه حكم هلل ورسوله صلى هللا<br />
عليه وسلم جيب طاعة أويل األمر <strong>في</strong>ه والنزول على اجتهادهم ورأيهم <strong>في</strong>ه. وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : »من<br />
أطاعين فقد أطاع هللا، ومن عصاين فقد عصا هللا، ومن أطاع أمريي فقد أطاعين، ومن عصى أمريي فقد عصاين« . 4<br />
وعن ابن عمر مرفوعا: »السمع والطاعة على املرء <strong>في</strong>ما أحب أو كره، ما مل يؤمر مبعصية، فإذا أمر مبعصية فال مسع وال<br />
طاعة« ، 5 قول النيب صلى هللا عليه وسلم<br />
»وكَرِه«<br />
يف هذا احلديث معناه: <strong>في</strong>ما َيمر به األمري من التكاليف الثقيلة<br />
على النفس مما ليس مبعصية كما يف حديث عبادة مرفوعا »مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا« ، 6 واألمري إَّنا يُبايع على الطاعة له.<br />
- سورة يوسف، اآلية:<br />
41<br />
- سورة آل عمران، اآلية:<br />
- سورة النساء، اآلية:<br />
64<br />
58<br />
- رواه مسلم عن أيب هريرة<br />
- متفق عليه<br />
- متفق عليه<br />
1<br />
2<br />
3<br />
4<br />
5<br />
6<br />
007