العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ابإلسالم منهم، إذا مل ميكن جهادهم إال كذلك، واجتناب إعانة الطائفة اليت يغزو معها على شيء من معاصي ا هلل،<br />
بل يطيعهم يف طاعة هللا، وال يطيعهم يف معصية هللا، إذ ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق.<br />
وهذه طريقة خيار هذه األمة قدميا وحديثا. وهي واجبة على كل مكلف. وهي متوسطة بني طريق احلرورية وأمثاهلم<br />
ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم، وبني طريق املرجئة وأمثاهلم ممن يسلك مسلك طاعة األمراء<br />
1<br />
مطلقا وإن مل يكونوا أبرارا[ .<br />
قلت: وقد أَخَذَتْ هذه املسألة من االستقرار ما جعلها تُدَومن ضمن مسائل اعتقاد أهل السنة واجلماعة، كما نقلته عن<br />
شرح العقيدة الطحاوية يف الباب الثالث،<br />
2<br />
وفاجرهم إَل قيام الساعة ال يُبطلهما شيء وال ينقضهما( .<br />
ومما ورد <strong>في</strong>ه )واحلج واجلهاد ماضيان مع أويل األمر من املسلمني برهم<br />
مما سبق ترى أن اجلهاد مع الفاسق متبوعا كان أم اتبعا جائز إمجاعا، وقد جيب إذا مل ميكن دفع الكفار إال ابجلهاد<br />
مع الفساق كما قال ابن تيمية رمحه هللا يف كالمه السابق.<br />
واألصل يف هله املسألة هو أن اجلهاد خماطب به الذين آمنوا كم ا قول ه تع اَل }يَاأَيُّهَوا الَّوذِينَ آَمَنُووا هَولْ أَدُلُّكُومْ عَلَوى<br />
تِجَارَ ةٍ تُنجِ يكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْ مِنُونَ بِاّلِلَّ ِ وَ رَ سُولِهِ وَ تُجَاهِدُونَ قِي سَبِي ِل َّللاَّ ِ بِأَمْوَ الِكُمْ وَ أَنفُسِوكُمْ ذَلِكُومْ خَيْورٌ لَكُومْ إِ ْن<br />
كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُووبَكُمْ وَ يُودْخِ لْكُمْ جَنَّوا ٍت{ ، 3 وغريه ا م ن اآلايت، فه ذه اآلي ة خط اب للم ؤمنني ابجله اد، وم ن<br />
ه ؤالء م ن ل ه ذن وب }يَغْفِوورْ لَكُوومْ ذُنُوووبَكُ ْم{ ف دلت اآلي ة عل ى أن إمل ام امل ؤمن ابل ذنوب ال يُس قْط خماطبت ه ابجله اد.<br />
والفاس ق وإن عظم ت ذنوب ه فإن ه ال يس لب الإمي ان ابلكلي ة، ف إن مع ه مطل ق الإمي ان )أي احل د األدىن من ه( املوج ب<br />
لتكليفه ابلشرائع، وإن مل يكن معه الإميان املطلق )أي الكام ل( واجتمداع الطاعدة واملعصدية يف العبدد مدن عقيددة أهدل<br />
السنة، وهذا مستفاد من القاعدة العمة وهي أن اإلميان قول وعمل، يزيد ابلطاعة وينقص ابملعصية<br />
وق د س بق بي ان<br />
هذا ومن أمثلة ذلك ما رواه البخاري عن عمر )أن رجال كان على عهد النيب صلى هللا عليه وس لم وك ان امس ه عب د<br />
هللا، وكان يلقب محَِارا، وكان يُضْحِ كُ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، وكان رسول هللا صلى هللا عليه وس لم ق د جَلَ دَه<br />
يف الش راب، ف أِت ب ه يوم ا، ف أمر ب ه فجُلِ د، فق ال رج ل م ن الق وم: الله م العن ه! م ا أكث ر م ا ي ؤتى ب ه! فق ال رس ول هللا<br />
صلى هللا عليه وسلم »ال تلعن ه، ف وهللا م ا علم ت، إن ه حي ب هللا ورس وله«(، فه ذا الص حايب رغ م معص يته بش رب اخلم ر<br />
إال أن معه من الطاعة كمحبة هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم، وهذه احملبة من أعظم شعب الإمي ان، وأتم ل منزلته ا يف<br />
آية إبطال األعذار الثمانية بسورة التوبة }قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ...{ اآلية.<br />
ُث إن صاحب املعصية له نفع خاص من اجلهاد وذلك لتكفري ذنوبه. كما قال ابن تيمية رمحه هللا معقبا على آية<br />
الصف السابقة ]ومن كان كثري الذنوب فأعظم دوائه اجلهاد، فإن هللا يغفر ذنوبه، كما أخرب هللا يف كتابه بقوله<br />
<br />
- 1 جمموع الفتاوى ج<br />
372<br />
29 ص 519 516<br />
- 2 شرح العقيدة الطحاوية ط املكتب الإسالمي 1413ه ص<br />
- 3 سورة الصف، اآلايت:<br />
437<br />
12 11 11