العمدة في إعداد العدة

حوائجه راجيا إَل أن قال وإظهار الرجل سر غريه أقبح من إظهار سر نفسه،‏ ألنه يبوء ‏]إحدى وصمتني:‏ اخليانة
وإن كان مؤمتنا،‏ أو النميمة إن كان مستَوْدَعا(‏ . 1
قلت:‏ وكتمان
عليه وسلم:‏
األسرار يتأكد خاصة فيما يتعلق ابجلهاد يف سبيل هللا واحلرب،‏ إذ إنه يدخل يف عموم قوله صلى هللا
2
‏»احلرب خُدعة«‏ ، وكيف ختدع عدوك إذا مل تكتم أسرارك،‏ و)كان النيب صلى هللا عليه وسلم إذا أراد
3
غزوة وَرمى بغريها(‏ ، ويصل كتمان األسرار إَل إابحة الكذب إن
ابحلرب واجلهاد خاصة.‏ وقد سبقت الإشارة إَل هذا يف ‏)معامل أساسية يف اجلهاد(.‏
وهذا كله فيما يتعلق بكف األذى عن الناس وهو األول من قسمي معاملتهم.‏
مل ميكن كتم السر إال بذلك،‏ وهذا فيما يتعلق
القسم الثاني:‏ بعض ما يدخل في إيصال النفع إلى الناس.‏
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ‏»خري األصحاب عند هللا تعاَل خريهم لصاحبه،‏ وخري اجلريان عند هللا تعاَل
خريهم جلاره«‏ . 4
ومن ذلك:‏
= 00
طيب الكالم وطالقة الوجه عند اللقاء،‏ وهو أدىن النفع ولذلك بدأت به.‏
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:‏ ‏»اتقوا النار ولو بشق مترة،‏ ومن مل جيد فبكلمة طيبة«‏ ، 5 وقال صلى هللا عليه
وسلم :
‏»ال حتقِرَنم من املعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق«‏ . 6
فإايك والعبوس يف وجه إخوانك،‏ وقد قال تعاَل يف صفة املؤمنني ‏}أَذِلَّةٍ‏ عَلَى الْمُؤْ‏ مِنِينَ‏ أَعِزَّ‏ ةٍ‏ عَلَى الْكَاقِرِ‏ ي ‏َن{‏ ، 7 وقال
تعاَل:‏ ‏}أَشِدَّاءُ‏ عَلَى ا ‏ْلكُفَّارِ‏ رُ‏ حَمَاءُ‏ بَيْنَهُ‏ ‏ْم{‏ . 9
أداء حقوق املسلم املذكورة يف قوله صلى هللا عليه وسلم:‏ ‏»حق املسلم على املسلم مخس:‏ رد السالم،‏ وعيادة
8
املريض،‏ واتباع اجلنائز،‏ وإجابة الدعوة،‏ وتشميت العاطس«‏ . وزاد مسلم يف رواية له ‏»وإذا استنصحك فانصح له«‏
وزاد يف رواية متفق عليها للرباء بن عازب ‏»وإبرار املقسم،‏ ونصر املظلوم«‏ فتكون جمموع الفتاوى هذه احلقوق مثان.‏
= 02
- 1 أدب الدنيا والدين ط ‎1389‎ه ص 285
- 2 متفق عليه عن أيب هريرة.‏
- 3 متفق عليه عن كعب بن مالك.‏
- 4 رواه الرتمذي عن ابن عمر وقال حديث حسن.‏
- 5 متفق عليه عن عدي بن حامت.‏
- 6 رواه مسلم عن أيب ذر.‏
- 7 سورة املائدة،‏ اآلية:‏
- 9 سورة الفتح،‏ اآلية:‏
- 8 متفق عليه عن أيب هريرة.‏
428
54
28