العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
منتة<br />
وأتمري الصحابة خلالد بن الوليد كما ذكرته يف املسألة الرابعة من هذا الباب، فراجعها، وإليك أقوال العلماء يف<br />
فقه هذا احلديث.<br />
]قال ابن حجر: و<strong>في</strong>ه جواز التأمر يف احلرب بغري أتمري أي بغري ن<br />
منه أن على املسلمني أن يقدموا رجال إذا غا اإلمام<br />
املنري: )يؤخذ من حديث الباب<br />
من الإمام ، قال الطحاوي: )هذا أصل يؤخذ<br />
1<br />
يقوم مقامه إَل أن حيضر( . قال ابن حجر كذلك: قال ابن<br />
أن من تعني لوالية وتعلرت مراجعة اإلمام أن الوالية تَبت لللك املعني شرعا<br />
2<br />
وجتب طاعته حكما( كذا قال، وال خيفى أن حمله ما إذا اتفق احلاضرون عليه[ .<br />
وقال ابن قدامة احلنبلي: ]فإذا عُدِم اإلمام مل ينخر اجلهاد ألن مصلحته تفوت بتأخريه، وإن حصلت غنيمة قسمها<br />
وأمر<br />
َ<br />
أهلها على موجب الشرع، قال القاضي ويؤخر قسمة الإماء حىت يظهر احتياطا للفروج، فإن بعث الإمام جيشا<br />
عليهم أمريا فقُتل أو مات، فللجيش أن يؤمروا أحدهم كما فعل أصحاب النيب صلى هللا عليه وسلم يف جيش مُؤتة<br />
لَما قُتِل أمراؤهم الذين أمّرهم النيب صلى هللا عليه وسلم أمّروا عليهم خالد بن الوليد، فبلغ النيب صلى هللا عليه وسلم<br />
3<br />
فرَضِيَ أَمْرهم وَصَومبَ رأيهم ومسي خالدا يومئذ "سيف هللا" ] .<br />
وهذا احلديث وما ورد يف فقهه هو نص يف موضع النزاع يف هذه املسألة ويبني وجوب الإمارة على اجلماعات القائمة<br />
أبمر الدين واجلهاد، وال حاجة بنا إَل القياس على حديث إمارة السفر، مع صحة هذا القياس كما سأذكره إن شاء<br />
هللا تعاَل.<br />
وقد يقول قائل إن حديث منتة ال ينطبق على حالنا اآلن، ف<strong>في</strong> مؤتة كان الإمام النيب صلى هللا عليه وسلم<br />
غائبا، فلما رجعوا إليه صَومبَ صنيعهم. أما اليوم فال إمام البتة. فال تصح إمارة هذه اجلماعات الفتقاد الإمام. وحنن<br />
نؤكد صحة ما ذهبنا إليه من االستدالل هبذا احلديث. إذ إن العلة املشرتكة بني احلالتني هي اجتماع طائفة من<br />
املسلمني على عمل مشرتك وهو اجلهاد مبِ عزل عن الإمام، سواء كان الإمام غائبا أم معدوما، ف<strong>في</strong> كال ا الني هو<br />
غائب عن صنيعهم، واملستفاد من حياة النيب صلى هللا عليه وسلم إذ ذاك وهو تقريره لفعلهم »السنة التقريرية« هو<br />
تشريع ال يستفاد من أحد<br />
بعده صلى هللا عليه وسلم من إمام أو غريه. وحنن حنيل قائل هذا القول إَل كالم ابن<br />
املنري السابق حيث قال: )وتعلرت مراجعة اإلمام( وهذا التعذر يشمل غياب الإمام أو عدمه، وكالم ابن قدامة أكثر<br />
وضوحا حيث قال: )فإن عُدِم الإمام مل يؤخر اجلهاد...اخل(.<br />
ومقتضى قول هذا القائل أن اجلهاد أبفغانستان أو مبثلها ال جيوز وابطل ألن اجلماعات واألحزاب املقاتلة غري شرعية<br />
لعدم صحة الإمارة عليها. وهذا يقتضي أن من أقدم على هذا اجلهاد حتت هذه الإمارات هو آُث، وأن املسلمني<br />
عليهم أن يقفوا مكتويف األيدي وهم يرون دايرهم ونسائهم وأمواهلم تُغتصب حىت ينزل عليهم إمام من السماء. فهل<br />
- فتح الباري ج 7 ص 513<br />
- فتح الباري ج 6 ص 191<br />
- املغين والشرح الكبري ج 11 ص 374<br />
1<br />
2<br />
3<br />
77