العمدة في إعداد العدة
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ر-<br />
وأنظمتهم بتحريف الكلم عن مواضعه ولَبْس احلق ابلباطل، ومن هؤالء الدعاة من تُسَلمط عليه األضواء وتُضْفَى عليه<br />
األلقاب وت ُفْرَد له الصفحات الطوال ليقوم مبهمته الشيطانية، قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :<br />
»دعاة على أبواب<br />
1<br />
جهنم، من أجاهبم إليها قذفوه <strong>في</strong>ها، قلت: اي رسول هللا صفهم لنا؟، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون أبلسنتنا« . ُث<br />
إن كثريا من الدعاة تُكَذِّب أفعاهلُم أقواهلَم. وإذا أردت أن ختترب صدق الداعية يف هذا الزمان فاسأله عن الطواغيت<br />
وعن حكم جهادهم، صدقك القول فانظر يف فعله وسريته هل تصدق قوله أم ال؟ لقد أصبحت هذه املسألة يف هذا<br />
الزمان فُرْقَاانَ بني احلق والضالل، متاما كما كانت مسألة خلق القرآن زمن أمحد بن حنبل رضي هللا عنه. كذلك فإن<br />
هناك أعماال تقدم للناس على أهنا إسالمية وحقيقتها ليست كذلك بل منها ما يهدف إَل هنب صدقات املسلمني أو<br />
يهدف لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية، ومنها وهو أشرها ما هو حقيقته مراكز جتسس تعمل حلساب الطواغيت<br />
ولنشر دعاايهتم وكفرهم حتت غطاء إسالمي كمسجد الضرار، قال تعاَل: }وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِ د ًا ضِ رَ ار ً ا وَ كُفْر ً ا<br />
وَ تَفْرِ يقًا بَيْنَ الْمُؤْ مِنِينَ وَ إِرْ صَاد ًا لِمَنْ حَارَ بَ َّللاَّ َ وَ رَ سُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَ دْنَا إِال الْحُسْنَى وَ َّللاَّ ُ يَ ْشهَدُ إِنَّهُ ْم<br />
لَكَاذِبُونَ ال تَقُمْ قِيهِ أَبَد ًا{ ، 2 كذلك فإن هناك أعماال إسالمية تصبغ بصفة العاملية، ومنها ما ي ُنْفَق عليه بسخاء<br />
واهلدف معروف وهو أن متتد أيدي األخطبوط إَل مجيع البلدان حتت ستار العاملية تتحسس ومتسك أبي حركة<br />
إسالمية وليدة <strong>في</strong>ما يسمى بسياسة الإحتواء.<br />
و<strong>في</strong>ما سبق الكفاية، ويف التلميح ما يك<strong>في</strong> عن التصريح، قال هللا تعاَل: }وَ لَوْ نَشَاءُ ألَرَ يْنَاكَهُمْ قَلَعَرَ قْتَهُمْ بِسِيمَاهُ ْم<br />
3<br />
وَ لَتَعْرِ قَنَّهُمْ قِي لَحْنِ الْقَوْ لِ{ ، واملقصود بيان أن كثريا من األعمال الإسالمية املعاصرة تفتقر إَل الصدق، وليس<br />
هدفها احلقيقي نصرة دين هللا تعاَل، ولذلك فإهنا ممحوقة الربكة، قال صلى هللا عليه وسلم : »قَالَ اَّللمُ تَعَاَلَ أَانَ أَغْىنَ<br />
4<br />
الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّ رْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَالً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَريِْي تَرَكْتُهُ وَشِ رْكَهُ« ، ولذلك أيضا فإن الوعد الصادق<br />
}وَ لَيَنصُرَ نَّ َّللاَّ ُ مَنْ يَنصُرُ هُ{ال يتحقق، بل حالنا حنن املسلمني بلغ من الذلة واهلوان مبلغا ال خيفى على أحد،<br />
ألن كثريا من األعمال املفرتض أهنا لنصرة دين هللا تعاَل هي يف حقيقتها ليست كذلك، وقال تعاَل: }إِنَّ َّللاَّ َ ال يُغَي ِ ُر<br />
مَا بِقَوْ مٍ حَتَّى يُغَي ِرُ وا مَا بِأَنفُسِهِمْ{ . 5<br />
إن الصدق دعامة أساسية من دعائم هذا الدين، بل إن هذا الدين ما بدأت دعوته إال على هذه الدعامة، كما قال<br />
ابْنِ عَبماسٍ رَضِي اَّللمُ عَنْهُمَا )لَما ن َزَلَتْ }وَ أَنذِرْ عَشِيرَ تَكَ األَقْرَ بِي َن{ ، 6 صَعِدَ النميبِ ُّ صلى هللا عليه وسلم على الصمفَا<br />
فَجَعَلَ ي ُنَادِي: ايَ بَينِ فِهْرٍ، ايَ بَينِ عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَىتم اجْتَمَعُوا،<br />
أَرْسَل<br />
فَجَعَلَ الرمجُلُ إِذَا ملَْ يَسْتَطِعْ أَنْ خيَْرُجَ َ<br />
119<br />
- 1 متفق عليه عن حذيفة.<br />
- 2 سورة التوبة، اآليتان:<br />
- 3 سورة حممد، اآلية:<br />
117<br />
31<br />
4<br />
واه مسلم عن أيب هريرة.<br />
- 5 سورة الرعد، اآلية:<br />
- 6 سورة الشعراء، اآلية:<br />
11<br />
214<br />
391