17.08.2017 Views

العمدة في إعداد العدة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Cihad

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

صلح احلديبية يف آية احلديد السابقة(‏ جعله سبحانه فُرقاان بني الصحابة،‏ فكانت منزلة من آمن قبل احلديبية أعظم من<br />

منزلة من آمن بعدها،‏ ذلك ألن احلديبية كان فرقاان بني اخلوف قبلها واألمن بعدها،‏ إذ أَمِنَ‏ الناسُ‏ بعد الصلح<br />

ودخل يف عامني )6<br />

‎9‎ه ) أضعاف من دخله يف تسعة عشر عاما ‏)من البعثة إَل الصلح يف<br />

6<br />

ه (، فقد كان مع النيب<br />

صلى هللا عليه وسلم يوم احلديبية ألف وأربعمائة صحايب،‏ وكان معه يوم فتح مكة بعد احلديبية بعامني عشرة آالف<br />

صحايب رضي هللا عنهم أمجعني،‏ وهبذا تتبني لك منزلة الإميان على اخلوف،‏ فليحرص املسلم على فضيلة السبق<br />

واملبادرة وال يثبطه الشيطان عن ذلك مبشقة الطريق وبقلة عدد سالكيه وضعفهم وببطش أعدائهم فإن احلق غالب ال<br />

2<br />

1<br />

حمالة،‏ قال تعاَل:‏ ‏}كَتَبَ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ ألَغْلِبَنَّ‏ أَنَا وَ‏ رُ‏ سُلِي{‏ ، وقال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ قِي ذَلِكَ‏ قَلْيَتَنَاقَسْ‏ الْمُتَنَاقِسُونَ{‏ ، وقال رسول<br />

هللا صلى هللا عليه وسلم : ‏»واعلم أن النصر مع الصرب«.‏<br />

ومما يدخل يف الصرب يف ميدان اجلهاد،‏ الصرب على األمري،‏ الصرب على طاعته يف العسر والصرب على طاعته يف<br />

املكره،‏ والصرب على طاعته وإن استأثر بشيء دون الرعية،‏ قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ‏»مَنْ‏ رَأَى مِنْ‏ أَمِريِهِ‏<br />

3<br />

شَيْئًا يَكْرَهُه فَلْيَصْربِْ«‏ ، وسوف ‏َيِت تفصيل هذا يف الفصل القادم ‏)ما يلزم األعضاء يف حق أمريهم(.‏<br />

ومن أهم ما يدخل يف الصرب،‏<br />

الصرب على أذى اإلخوة رفاق الطريق،‏ فإن ميدان اجلهاد جيمع مسلمني على<br />

مستوايت تربوية متفاوتة فمنهم ظامل لنفسه ومنهم مقتصد،‏ ومنهم سابق ابخلريات إبذن هللا تعاَل،‏ والبد من أن<br />

يتعايشوا معا من أجل املصلحة الشرعية العليا وهي جهاد أعداء الدين،‏ فنوصي الظامل لنفسه أبن يتقي هللا يف نفسه<br />

ويف إخوانه ونوصي الكل ابلصرب على أذى إخواهنم،‏ فقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : ‏»املؤمن الذي خيالط<br />

الناس ويصرب على أذاهم،‏ خري من الذي ال خيالط الناس وال يصرب على أذاهم«‏ . 4 وهذا الصرب هو من صفات املتقني<br />

كما قال تعاَل:‏ ‏}وَ‏ الْكَاظِمِينَ‏ الْغَيْظَ‏ وَ‏ الْعَاقِينَ‏ عَنْ‏ النَّاسِ‏ وَ‏ ‏َّللاَّ‏ ُ يُحِ‏ بُّ‏ الْمُحْسِنِي ‏َن{‏ ، 5 ومع هذا األجر الذي يناله<br />

املسلم ابلصرب على أذى إخوانه،‏ فإن هناك فائدة أخرى حيصل عليها املسلم مبخالطة الناس وهي أنه يعرف آفات<br />

نفسه فمن كان سريع الغضب ال يدرك هذا من نفسه ما مل خيالط الناس ويتعرض ألذاهم،‏ فإن فعل،‏ أدرك آفات نفسه<br />

وسعى يف تقوميها.‏ وهكذا كثري من آفات النفس ال يدركها العبد إال ابملخالطة.‏<br />

وقد أردت التنبيه على هذا األمر خاصة وأن كثريا من املسلمني يصربون على أذى األعداء وال يصربون على أذى<br />

إخواهنم،‏ كما قال الشاعر:‏<br />

وظلم ذوي القرىب أشد مضاضة<br />

على النفس من وقع ا سام املهن د.‏<br />

- 1 سورة اجملادلة،‏ اآلية:‏<br />

- 2 سورة املطففني،‏ اآلية:‏<br />

3 متفق عليه.‏<br />

386<br />

26<br />

21<br />

- 4 رواه البخاري عن ابن عمر يف األدب املفرد )399( ورواه ابن ماجه بسند حسن ‏)فتح الباري 512( / 11<br />

- 5 سورة آل عمران،‏ اآلية:‏<br />

134

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!