ارتقاء الحياة

عملية البناء الضوئي
شكل 2-3: شكل نموذجي لحُبَيْبة كلوروفيل من نبات البنجر ‏(من نوع بيتا فلجاريس)،‏
تظهر أكوام الأغشية ‏(الثيلاكويدات)؛ حيث يتحلل املاء إلى عُنصرَيْه لإطلاق الأكسجني في عملية
البناء الضوئي.‏ وليس ذلك التشابه مع البكترييا من قبيل املصادفة؛ فحبيبات الكلوروفيل
كانت أسلافها من البكترييا الزرقاء الحرة.‏
يُفترَض أنها ابتُلعت ببساطة في وقت ما،‏ ولم تُهضَ‏ م ‏(وهو أمر شائع)،‏ ثم ظهرت فائدتها
لخلية العائل الخاصة بها في نهاية الأمر.‏ والعائل الذي تم َّ تلقيحه وتلقيمه بالبكترييا
الزرقاء،‏ استمر َّ تطو ُّره حتى تكو َّنَتْ‏ منه مجموعتان نباتيتان كبريتان هما:‏ الطحالب
والنباتات؛ لأنها جميعًا اليوم تتمي َّز بقدرتها على أن تعيش على الشمس واملاء،‏ عن طريق
ذلك الجهاز املختص بالبناء الضوئي الذي توارثته عن أسلافها من البكترييا.‏
ومن ثم َّ يصبح التساؤل عن أصل البناء الضوئي تساؤلاً‏ عن أصل البكترييا الزرقاء،‏
وهي النوع الوحيد من البكترييا الذي حل َّ مشكلة تحل ُّل املاء.‏ هذه واحدة من أكثر روايات
علم الأحياء الحديث إثارة للجدل،‏ جدل لم يُحسَ‏ م أمره إلى اليوم.‏
حتى منعطف الألفية الحالية،‏ كان معظم الباحثني مقتنعني — وإن كانوا في حرية —
بالنتائج املدهشة التي توص َّ لَ‏ إليها عالم يُدعى بيل شوبف،‏ الأستاذ النشيط امليال للنزاع
لعلم الأحياء الحفرية في جامعة كاليفورنيا،‏ بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية.‏ فمنذ عقد
الثمانينيات من القرن العشرين اكتشف شوبف وحل َّل عددًا من أقدم حفريات الحياة على
99