24.11.2015 Views

ارتقاء الحياة

40524903

40524903

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />

هو دورة كربس العكسية كما رأينا.‏ أربعة من السبل الخمسة تستهلك ثلاثي فوسفات<br />

الأدينوسني ‏(مثلما تفعل دورة كربس)؛ وبهذا لا يمكن أن تحدث إلا في وجود مدخل<br />

من الطاقة.‏ لكن السبيل الخامس،‏ التفاعل املباشر للهيدروجني مع ثاني أكسيد الكربون،‏<br />

لا يُنْتِج جزيئات عضوية وحسب،‏ بل ويُطْلِق طاقة أيضً‏ ا.‏ ثمة مجموعتان من الكائنات<br />

القديمة تفعل هذا تحديدًا،‏ عن طريق سلسلة من الخطوات املشابهة بصورة عامة.‏ قابلنا<br />

بالفعل إحدى هاتني املجموعتني؛ العتائق التي تعيش في حقل فوهات املدينة املفقودة.‏<br />

إذا صح َّ رأي مارتن وراسل،‏ فإن الأسلاف البعيدة لهذه العتائق كانت تؤدي مجموعة<br />

التفاعلات نفسها في بيئة مطابقة تقريبًا،‏ وذلك منذ ٤ مليارات عام،‏ أي في فجر <strong>الحياة</strong>.‏<br />

لكن تفاعل الهيدروجني مع ثاني أكسيد الكربون ليس مباشرًا كما يبدو؛ لأن الجزيئني<br />

لا يتفاعلان على نحو تلقائي.‏ إنهما ‏«خجولان»‏ إلى حد ٍّ ما،‏ ويحتاجان إلى عامل مساعد<br />

يقنعهما بالتفاعل،‏ كما أنهما يحتاجان مدخلاً‏ صغريًا من الطاقة لبدء التفاعل.‏ وعندئذٍ‏<br />

فقط يت َّحِ‏ د الجزيئان،‏ ويطلقان املزيد من الطاقة مع اتحادهما.‏ العامل املساعد بسيطٌ‏<br />

للغاية؛ فالإنزيمات التي تحفز على التفاعل اليوم تحوي عناقيد صغرية من الحديد والنيكل<br />

والكبريت في ألبابها لها تركيب مشابه للغاية لتركيب الأملاح املعدنية املوجودة في الفوهات.‏<br />

يُرج ِّح هذا أن الخلايا البدائية ضم َّتْ‏ عاملاً‏ مساعدًا جاهزًا بالفعل،‏ وهو امللمح الذي يشري<br />

إلى قِ‏ دَم هذا السبيل؛ إذ إنه لا يتطلب تطوير بروتينات مُعق َّدة.‏ وكما يُعَبر ِّ مارتن وراسل<br />

عن الأمر فإن لهذا السبيل جذورًا صخرية.‏<br />

ات َّضَ‏ ح أن مصدر الطاقة الذي كان مطلوبًا لإتمام التفاعل،‏ على الأقل في عالم الفوهات،‏<br />

هو الفوهات نفسها.‏ فقد أفصح ناتج غري متوقع للتفاعل عن تأثريها؛ نوع مشع من الخل<br />

يُعرَف باسم ‏«أسيتيل ثيوإستر».‏ 6 تتكون جزيئات الأسيتيل ثيوإستر؛ لأن ثاني أكسيد<br />

الكربون ثابت إلى حد ٍّ ما ويقاوم هجوم الهيدروجني،‏ لكنه ضعيف حيال شظايا ‏«الجذور<br />

الحرة»‏ للكربون أو الكبريت املوجود بالفوهات والأكثر تفاعلاً‏ . نتيجة لذلك،‏ تأتي الطاقة<br />

املطلوبة لإقناع ثاني أكسيد الكربون بالتفاعل مع الهيدروجني من الفوهات نفسها على<br />

صورة جذور حرة متفاعلة،‏ وهذه هي التي تنتج جزيئات الأسيتيل ثيوإستر.‏<br />

لجزيئات الأسيتيل ثيوإستر أهمية كبرية لأنها تُوجَد في نقطة تفرع قديمة في عملية<br />

الأيض،‏ والتي لا تزال موجودة في كائنات اليوم.‏ فحني يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع<br />

الأسيتيل ثيوإستر نكون بهذا على طريق تكو ُّن الجزيئات العضوية الأكثر تعقيدًا.‏ يحدث<br />

التفاعل على نحوٍ‏ تلقائي ٍّ ويطلق طاقة؛ كي ينتج جزيئًا ذا ثلاث ذرات من الكربون يُسم َّى<br />

46

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!