ارتقاء الحياة
40524903
40524903
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الفصل الثالث<br />
عملية البناء الضوئي<br />
نتاج تأثري الشمس<br />
تخي َّلْ عاملًا لا تحدث فيه عملية البناء الضوئي. بادئ ذي بدء، لن يكون أخضر اللون.<br />
إن كوكبنا الزمردي يعكس روعة النباتات والطحالب وجمالها؛ بما تتمي َّز به من أصباغ<br />
طبيعية خضراء تمتص ُّ الضوء لإجراء عملية البناء الضوئي. وأول تلك الأصباغ هو<br />
محول الطاقة الرائع املسم َّى الكلوروفيل، الذي يمتص أشعة الضوء ويُحو ِّلها إلى دفقة<br />
من الطاقة الكيميائية؛ مما يتيح <strong>الحياة</strong> لكل ٍّ من النبات والحيوان.<br />
من املُرج َّح أن العالم، بغري تلك العملية، لن يكون حتى أزرق اللون؛ إذ إن زرقة<br />
السماء والبحار واملحيطات تعتمد على صفاء السماء واملياه، التي تُنق َّى من الغيوم والغبار<br />
بفعل القدرة التطهريية للأكسجني. ودون البناء الضوئي لن يكون لدينا أكسجني حر.<br />
وفي واقع الأمر، قد لا يكون في حالتنا هذه ثمة محيطات كذلك؛ فبدون الأكسجني<br />
لا يُوجَد أوزون، وبدون الأوزون لن يكون هناك إلا القليل ليحد َّ من القوة اللافحة<br />
للأشعة فوق البنفسجية. هذه الأشعة نفسها تعمل على تحليل املاء إلى شقيه: الأكسجني،<br />
والهيدروجني. فأما الأكسجني فإنه يتكو َّن ببطء ولا يتراكم في الهواء، بل إنه يتفاعل مع<br />
الحديد في الصخور، مُحو ِّلاً إياها إلى لون أحمر ضارب إلى اللون البني. وأما الهيدروجني<br />
— أخف ُّ الغازات — فإنه يفلت من أَسرْ الجاذبية، وينسل ُّ إلى الفضاء. قد تكون العملية<br />
بطيئة، ولكنها أيضً ا تتم باستمرار بلا هوادة وكأن املحيطات تنزف إلى الفضاء. إن<br />
الإشعاع فوق البنفسجي حَرَمَ كوكب الزهرة من محيطاته، وربما حَرَمَ كوكب املريخ<br />
منها أيضً ا.