ارتقاء الحياة

ملاحظات
الفصل الثاني:‏ دي إن إيه
(1) مع حدوث الكثري جدٍّا من الطفرات الجديدة،‏ قد تتساءل:‏ ملاذا لا يحدث لنا
جميعًا انفجار تحولي؟ ونفس السؤال يؤر ِّق الكثريين من علماء الأحياء.‏ والإجابة في كلمةٍ‏
واحدة هي ‏«التكاثر الجنسي»،‏ وشرح ذلك تجده في الفصل الخامس.‏
(2) هذا الشكل يتعل َّق بتشابه تسلسل الدي إن إيه.‏ وقد حدثت أيضً‏ ا تغري ُّ ات أخرى
أكبر،‏ مثل عمليات الحذف والاندماج الكروموسومية منذ حدوث التشعب بني الشمبانزي
والبشر؛ مما أعطى تماثلاً‏ جينوميٍّا ككل ٍّ بنسبة تقارب ٩٥ باملائة.‏ وباملقارنة نجد أن
الفروق الجينية بني املجتمعات البشرية ضئيلة؛ فنحن البشر متماثلون جينيٍّا بنسبة
٩٩٫٩ باملائة.‏ ويعكس هذا الاختلاف الضئيل حقيقة مرور البشر من ‏«عنق الزجاجة»‏
منذ فترة حديثة نسبيٍّا،‏ ربما منذ ١٥٠ ألف سنة مضت،‏ بسببها صار عدد قليل من
السكان في القارة الأفريقية هم أصل جميع الأعراق البشرية الحديثة،‏ عن طريق موجات
متتابعة من الهجرة من أفريقيا.‏
(3) استُبدِلَتْ‏ هنا بقاعدة الثيامني في الدي إن إيه قاعدة مختلفة قليلاً‏ تُسم َّى
اليوراسيل في الآر إن إيه.‏ وهذا أحد اختلافني ضئيلني في البنية التركيبية بني الآر إن
إيه والدي إن إيه،‏ والاختلاف الآخر هو استعمال سكر الريبوز بدلاً‏ من الريبوز منزوع
الأكسجني في الدي إن إيه.‏ وسوف نرى فيما بعد ما يصنعه هذان التفصيلان الكيميائيان
الضئيلان من فارق وظيفي كبري.‏
(4) كيف إذن تتجن َّب الطبيعةُ‏ هذه املشكلةَ؟ الإجابة بسيطة؛ فهي تبدأ عند بداية
الدي إن إيه املرسال وتنتهي عند نهايته،‏ وبدلاً‏ من تراص وحدات الآر إن إيه الناقل
وتعل ُّقها كالخنازير الصغرية التي ترضع من حلمات أثداء أمها،‏ فإن العملية تجري
آليٍّا؛ إذ يتم تلقيم الآر إن إيه املرسال مثل شريط التسجيل الصوتي من خلال ريبوسوم
يعمل كقارئ للشريط؛ إذ يقرأ كل كودون بدوره إلى أن يصل إلى النهاية.‏ وبدلاً‏ من أن
يُغلق البروتني ككل ٍّ حتى نهايته،‏ فإنه يُمده جزءًا جزءًا،‏ إلى أن يتم تحريره حينما يصل
الريبوسوم إلى النهاية.‏ ويمكن أن تؤدي عدة ريبوسومات دورها على طول نفس شريط
الآر إن إيه املرسال مرة واحدة،‏ وكل واحد منها يبني بروتينًا جديدًا في طريقه.‏
(5) لا تهمنا الأسماء،‏ لكن يمكن القول إنه إذا كان أول حرف من الشفرة هو
C؛ يكون الحمض الأميني الذي يتم تشفريه مشتقٍّا من مادة الألفا-كيتوجلوتارات،‏ وإذا
كان A، يكون الحمض الأميني مشتقٍّا من الأوكسالوسيتات؛ وإذا كان T، يكون من
343