24.11.2015 Views

ارتقاء الحياة

40524903

40524903

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />

فعلى هذا يكون الآن لدى كل ذبابة أخرى تعيش ضمن مجتمع الذباب طفرة واحد على<br />

الأقل.‏ فما لم يحدث لإحدى الذبابات الطافرة تحو ُّل رجوعي ٌّ ، وهو حدث شديد الندرة،‏<br />

فإن مجتمع الذباب ككل ٍّ سيصري الآن أقل كفاءة بمقدار درجة عم َّا كان في السابق.‏<br />

ويمكن تكرار نفس السيناريو املرة تلو الأخرى،‏ وكل مرة تقل الكفاءة وكأنها تكتكة في<br />

السقاطة.‏ وفي نهاية الأمر يحدث تدهور شديد ملجتمع الذباب بكامله لدرجة الانقراض،‏<br />

وهو تطو ُّر يُعرَف الآن باسم ‏«سقاطة مولر».‏<br />

تعتمد ‏«سقاطة مولر»‏ على الحظ؛ فإذا كان مجتمع السكان كبريًا يَقِل ُّ دور الحظ،‏<br />

وتكون الاحتمالية الإحصائية أن يبقى أنسب الأفراد أحياء.‏ أي إنه في املجتمع كبري العدد<br />

يُلغى دور الحظ الكبري،‏ وإذا كانت سرعة التكاثر أكبر من املعدل الذي يحدث به تراكم<br />

الطفرات الجديدة،‏ فإن املجتمع ككل ٍّ يكون آمنًا من تأثري السقاطة.‏ من ناحية أخرى،‏ إذا<br />

كان مجتمع السكان صغريًا أو إذا كان معدل التطافر عاليًا فإن تأثري السقاطة يعمل.‏<br />

وفي هذه الظروف يبدأ املجتمع املستنسخ يذوي ويضمحل،‏ وتتراكم فيه الطفرات بشكل<br />

نهائي لا رجعة فيه.‏<br />

التكاثر الجنسي هو طوق النجاة؛ لأنه يستطيع أن يُعِ‏ يد تشكيل الأفراد غري املعيبني<br />

بأن يأتي بجينات غري طافرة ويضمها في نفس الفرد.‏ وبنفس الطريقة إذا تعط َّلَتْ‏<br />

سيارتان مثلاً‏ — ولْنَقُل إن في إحداهما صندوق تروس معيب،‏ وفي الأخرى مُحَر ِّك تالف،‏<br />

وباستخدام تشبيه جون ماينارد سميث — فإن التكاثر الجنسي يشبه ميكانيكيٍّا يقوم<br />

بتركيب سيارة صالحة للاستخدام بتجميع الأجزاء العاملة من السيارتني.‏ ولكن التكاثر<br />

الجنسي يختلف عن امليكانيكي الذكي في كونه يقع في مشكلة تجميع الأجزاء التالفة أيضً‏ ا<br />

لينتج حينئذٍ‏ كومة معط َّلة من الخردة.‏ وبفعل التعادل،‏ تُلغى الفوائد الفردية للتكاثر<br />

الجنسي على مَر ِّ الزمان بفعل ما يحدث من ضرر فردي في املقابل.‏<br />

إلا أن هناك مهربًا واحدًا فقط من هذا املصري التعادلي للجنس،‏ ورَدَ‏ ضمن افتراض<br />

قد َّمَه في عام ١٩٨٣ عالِمُ‏ الوراثة التطورية الروسي الداهية أليكسي كوندراشوف،‏ الذي<br />

صار الآن أستاذًا بجامعة ميشيجان الأمريكية.‏ حصل كوندراشوف على درجته العلمية في<br />

علم الحيوان في العاصمة الروسية موسكو قبل أن يصبح باحثًا نظريٍّا في مركز بوشينو<br />

للأبحاث،‏ وكانت قدرات الكمبيوتر هي التي مك َّنَتْه من التوصل إلى نتائجه العلمية املذهلة<br />

عن التكاثر الجنسي.‏ تتضمن نظريتُه افتراضني جريئني،‏ لا يزالان يثريان جدلاً‏ كبريًا بني<br />

املهتمني بالنشوء والتطور.‏ ويشري أولهما إلى أن معدل التطافر أعلى مما كان يظن معظم<br />

162

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!