24.11.2015 Views

ارتقاء الحياة

40524903

40524903

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

التكاثر الجنسي<br />

لا يفوز املحتالون على الدوام؟ وملاذا يضح ِّي أي فرد بأفضل مصالحه الآن ‏(وهو التكاثر<br />

بالاستنساخ)‏ من أجل فائدة ‏(الصحة الجينية)‏ لا يمكن أن يكتسبها نوعه إلا في مرحلة<br />

بعيدة ما في املستقبل؟ فبالرغم من كل ما نتمتع به من بصائر،‏ فإننا بوصفنا بشرًا نجد<br />

صعوبة في العمل من أجل مصالح ذرياتنا في املستقبل القريب،‏ ولتفكر فيما يحدث من<br />

تدمري الغابات،‏ وارتفاع حرارة الأرض،‏ والانفجار السكاني.‏ فكيف إذن يمكن أن يعلي<br />

التطور الأناني الأعمى ‏(حسبما يقولون)‏ فوائد التكاثر الجنسي طويلة الأمد للناس فوق<br />

مستوى تكاليفه وأعبائه املضاعفة قصرية الأمد،‏ بكل عيوبها الواضحة الحاضرة؟<br />

تُوجَد إجابة واحدة ممكنة،‏ هي أن استمرار وجود التكاثر الجنسي إنما راجع إلى<br />

صعوبة أن يختفي بفعل عملية تطو ُّر عكسية.‏ وإذا كان الأمر كذلك فإن الكلفة قصرية<br />

الأمد للتكاثر الجنسي هي أمر غري قابل للمناقشة.‏ تتسم هذه الحجة بقدر من الوجاهة.‏<br />

كما ذكرت سابقًا فإن جميع الأنواع املستنسخة نشأت مؤخرًا،‏ أي منذ آلاف،‏ وليس ملايني<br />

السنني.‏ وهذا هو بعينه نوع النمط الذي نتوقعه إذا كانت الأنواع املستنسخة تنشأ بصفة<br />

نادرة،‏ ثم تستمر فترة وتضمحل بعدها باضطراد إلى أن تنقرض على مدى آلاف السنني.‏<br />

وبالرغم من ‏«ازدهار»‏ الأنواع اللاجنسية أحيانًا فإن التكاثر اللاجنسي لم يحل محل<br />

التكاثر الجنسي بالكامل إلا نادرًا؛ لأننا في أي لحظة بعينها لا نجد إلا القليل من الأنواع<br />

اللاجنسية حولنا.‏ وفي الواقع إن هناك بعض الأسباب القوية التي جعلت من الصعب<br />

على الكائنات الجنسية أن تنتقل إلى التكاثر بالاستنساخ.‏ ففي الثدييات على سبيل املثال،‏<br />

تُوجَد ظاهرة تُعرَف باسم الدمغ ‏(يتم بمقتضاها تعطيل بعض الجينات الأمومية أو<br />

الأبوية)‏ وتعني أن أي ذرية يجب أن ترث الجينات من كلا الأبوين،‏ وإلا فلن تكون قابلة<br />

للحياة.‏ ويبدو من العسري من الناحية التقنية التخلي عن ذلك الاعتماد على وجود جنسني؛<br />

فلم يحدث أن تخلى َّ حيوان ثديي عن الاتصال الجنسي.‏ وباملثل في النباتات الصنوبرية،‏<br />

من الصعب إبطال وجود الجنسني؛ لأن امليتوكوندريا تورث في البويضة،‏ بينما يتم توريث<br />

بلاستيدات الكلوروفيل في حبة اللقاح.‏ ولكي تكون الذرية قابلة للحياة،‏ يجب أن ترث<br />

كليهما؛ مما يتطلب وجود أبوين.‏ ونؤكد مرة ثانية أن كل النباتات الصنوبرية املعروفة<br />

جنسية.‏<br />

لكن هذه الحجة تتوقف عند هذا الحد.‏ فهناك أسباب عدة تجعلنا نعتقد أن التكاثر<br />

الجنسي لا تقتصر فائدته على املجتمع عمومًا،‏ بل يجب أن تكون له منافع مباشرة للفرد<br />

أيضً‏ ا.‏ فأولاً‏ ، هناك عدد كبري من الأنواع — بل أغلب الأنواع إذا وضعنا في اعتبارنا العدد<br />

165

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!