ارتقاء الحياة
40524903
40524903
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />
برز فيه هذان العقاران. فلقد وجدنا، على سبيل املثال، أن تنشيط الجني SIRT-1 أو<br />
تثبيط الجني TOR يمكن أن يتسب َّب بوضوح في حدوث مقاومة للإنسولني، والإصابة<br />
بالداء السكري، وعدم الإنجاب، وتثبيط املناعة. ومن املفض َّ ل اتباع أسلوب أكثر استهدافًا<br />
لا يتضم َّن التضحية إلا بالقليل من فوائد الجينني. 8 ونعرف أن هذا ينبغي أن يكون<br />
ممكنًا؛ لأن الحيوانات التي تطول أعمارها عن طريق الانتقاء الطبيعي على مدى أجيال<br />
تعيش في البرية لا تعاني أيٍّا من تلك العيوب املذكورة. وهنا تبرز تساؤلات هي: من بني<br />
خليط الجينات الذي يتأثر بجينَيْ SIRT-1 وTOR، أيها مسئول عن طول العمر والحد<br />
من الأمراض؟ وما هي بالتحديد التغريات الفيزيائية التي تحدث داخل الخلايا وتوقف<br />
أضرار التقدم في السن؟ وهل يمكننا استهدافها مباشرةً؟<br />
لم نتوصل إلى الإجابة عن هذه التساؤلات بصفة مؤكدة حتى الآن، وكما يحدث غالبًا،<br />
فيبدو أنه يُوجَد عدد من الإجابات يضاهي عدد الباحثني. بعض أولئك الباحثني يركز<br />
على أهمية وجود «استجابة توترية» واقية، بينما يركز البعض الآخر على التنظيم الفعال<br />
للإنزيمات املزيلة للسموم، ويركز البعض الثالث على أهمية تعزيز منظومة التخلص<br />
من نفايات الجسم. وقد تكون كل وجهات النظر تلك مهمة في بعض الظروف، ولكن<br />
يبدو أن أهميتها تتفاوت بني أنواع الكائنات املختلفة. والتغري الوحيد الذي يبدو أنه<br />
راسخ ومستقر بني الكائنات من الفطريات إلى الحيوانات، ومن بينها الإنسان، يتعلق<br />
بمحطات توليد الطاقة داخل الخلية: امليتوكوندريا. فتقييد السعرات يستحث في جميع<br />
الحالات تقريبًا املزيد من امليتوكوندريا، التي تتميز أغشيتها بمقاومة التلف، والتي يقل<br />
ما يتسرب منها من نواتج أيضية من «الجذور الحرة» املتفاعلة أثناء عملية التنفس. ولا<br />
تتمي َّز هذه التغريات بالثبات والرسوخ فحسب، بل إنها تنسجم أيضً ا مع الأبحاث التي<br />
أُجْرِيَتْ على مدى نصف قرن عن العلاقة بني الجذور الحرة والشيخوخة.<br />
تعود الفكرة القائلة إن الجذور الحرة قد تُسب ِّب الشيخوخة إلى خمسينيات القرن<br />
العشرين؛ حيث افترض دنهام هارمان، الذي كانت لديه خلفية عن كيمياء الجذور الحرة<br />
في صناعة الزيوت، أن دقائق الأكسجني أو النيتروجني املتفاعلة تلك (التي فقدت إلكترونًا<br />
أو اكتسبته) قد تهاجم أيضً ا جزيئات بيولوجية مهمة مثل الدي إن إيه والبروتينات. كما<br />
افترض هارمان أنها قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تراكم النفايات في الخلايا ودفع عملية<br />
الشيخوخة قدمًا.<br />
330