24.11.2015 Views

ارتقاء الحياة

40524903

40524903

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />

مستمرٍّا للهواء من البداية للنهاية،‏ وهذا يتفادى مشكلة الفراغ الراكد في الحويصلات<br />

الهوائية البشرية املسدودة عند نهايتها.‏ وهكذا يتدف َّق الهواء عَبرْ‏ َ الحواجز ‏(فيتم تنقيته<br />

في الطيور)‏ أثناء كل ٍّ من الشهيق والزفري،‏ عن طريق حركة الضلوع السفلية وجهاز<br />

الأكياس الهوائية الخلفية،‏ وأهم ما في الأمر أن الطيور ليس لديها حجاب حاجز.‏ فضلاً‏<br />

عن هذا،‏ فإن الهواء يتدفق في اتجاه واحد،‏ بينما يتدفق الدم في الاتجاه العكسي؛ مما<br />

يُحق ِّق عملية تبادل للغازات بالتيار املضاد،‏ الأمر الذي يُعز ِّز انتقال الغازات لأقصى ح ٍّد<br />

8<br />

‏(انظر الشكل 1-8).<br />

والسؤال الذي أثار خلافًا وشقاقًا على مدى عقود هو:‏ ما نوع الرئات التي كانت لدى<br />

الثريوبودات؟ أهي رئات مكبسية مثل رئات التماسيح،‏ أم أنها رئات بالتدفق املستمر<br />

كالتي في الطيور؟ جدير بالذكر أن جهاز الأكياس الهوائية في الطيور يغزو الأنسجة<br />

الرخوة في الصدر والبطن،‏ بل إنه يدخل في مادة العظام،‏ بما فيها الضلوع والعمود<br />

الفقري.‏ ولطاملا عرف الخبراء أن الثريوبودات لديها تجاويف في عظامها بنفس الأماكن<br />

التي لدى الطيور.‏ وقد استخدم عالم الحفريات روبرت باكر هذا الاكتشاف مع آخرين؛<br />

لكي يُعِ‏ يدَ‏ تقييم الديناصورات باعتبارها حيوانات من ذوات الدم الحار في منتصف<br />

السبعينيات من القرن العشرين،‏ وهي وجهة نظر ثورية ألهمت مايكل كرايتون بتأليف<br />

روايته ‏«الحديقة الجوراسية»‏ التي تحو َّلَتْ‏ لاحقًا إلى فيلم بالاسم نفسه.‏ إلا أن جون<br />

روبن وزملاءه أعادوا دراسة رئات الثريوبودات بشكل مختلف؛ باعتبارها أقرب إلى رئات<br />

التماسيح بما فيها من حجاب حاجز مكبسي،‏ وهو أمرٌ‏ أمكَنَ‏ الكشف عنه بشكل غري<br />

حاسم في حفرية أو اثنتني.‏ لا ينكر روبن وجود الجيوب الهوائية في عظام الثريوبودات،‏<br />

ولكن الخلاف هو بشأن الغرض منها؛ إذ يقول إنها ليست موجودة بهدف التنفس وإنما<br />

لأسباب أخرى هي تخفيف الوزن أو تعزيز التوازن في حيوانات تسري على قدمني.‏ وقد<br />

احتدم الجدل،‏ دون حل ٍّ حقيقي،‏ مع عدم وجود معلومات جديدة مؤكدة،‏ إلى أن نُشرِ‏ َ<br />

بحثٌ‏ مهم ٌّ في مجلة ‏«نيتشر»‏ في عام ٢٠٠٥ من جانب كل ٍّ من باتريك أوكونر وليون<br />

كلايسنس،‏ وكانا في تلك الآونة بجامعتي أوهايو وهارفرد على الترتيب.‏<br />

وقد بدأ أوكونر وكلايسنس بإجراء فحص دقيق لأجهزة الأكياس الهوائية لدى<br />

مئات عدة من الطيور الحية ‏(أو بالأحرى،‏ على حد ِّ قولهما،‏ فإنهما فحصَ‏ ا عينات تم<br />

إنقاذها أُخِ‏ ذَتْ‏ من مراكز إعادة تأهيل الحيوانات البرية ومن املتاحف.)‏ وقامَا بحقن<br />

الأكياس الهوائية في تلك الطيور باللاتكس؛ ليتمك َّنا من تبني ُّ الصفة التشريحية للرئتني<br />

266

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!