24.11.2015 Views

ارتقاء الحياة

40524903

40524903

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />

تعمل هذه الأنظمة الخمسة في تتابع لانتزاع الإلكترونات من املاء ودفعها مجددًا<br />

إلى ثاني أكسيد الكربون.‏ إنها طريقة شديدة التعقيد لكسر بندقة،‏ ولكنها على ما يبدو<br />

تكاد تكون الطريقة الوحيدة لكسر تلك البندقة تحديدًا.‏ والسؤال التطوري الكبري هنا<br />

هو:‏ كيف ظهرت تلك الأنظمة املعقدة املترابطة فيما بينها إلى حي ِّز الوجود،‏ وكيف تم<br />

تنظيمها بهذه الطريقة الصحيحة،‏ تلك الطريقة التي قد تكون الطريقة الوحيدة لجعل<br />

البناء الضوئي الأكسجيني يؤدي مهمته؟<br />

إن كلمة ‏«حقيقة»‏ من املرجح دائمًا أن تجعل علماء الأحياء يرتعدون؛ إذ إن هناك<br />

الكثري من الاستثناءات لكل قاعدة،‏ ولكن هناك حقيقة تُعتبرَ‏ مؤكدة فعليٍّا في عملية البناء<br />

الضوئي الأكسجيني،‏ وهي أنها نشأت دفعة واحدة.‏ فمقر البناء الضوئي،‏ أي حبيبة<br />

أو بلاستيدة الكلوروفيل،‏ يُوجَد في جميع الخلايا املتخصصة في البناء الضوئي في جميع<br />

النباتات وجميع الطحالب؛ فحبيبات الكلوروفيل واسعة الانتشار ويرتبط بعضها ببعض<br />

بوضوح.‏ وهي تشترك معًا في تاريخ سري.‏ وتكمن القرينة على ماضيها في حجمها<br />

وشكلها؛ إذ تشبه البكترييا الصغرية التي تعيش داخل خلية عائل أكبر حجمًا ‏(انظر<br />

الشكل 2-3). وهذا الشبه بالبكترييا تم إثباته بوجود حلقات مستقلة من الدي إن إيه<br />

في جميع حبيبات الكلوروفيل.‏ وهذه الحلقات من الدي إن إيه يتم صنع نُسَ‏ خ منها<br />

كلما انقسمت حبيبات الكلوروفيل،‏ ويجري تمريرها إلى ‏«نسلها»‏ بنفس الطريقة مثل<br />

البكترييا.‏ أيضً‏ ا،‏ فإن التتابع التفصيلي لأحرف الدي إن إيه الخاص بحبيبات الكلوروفيل<br />

لا يقتصر أمره على كونه يؤكد الرابطة التي بينها وبني البكترييا،‏ ولكنه يشري أيضً‏ ا<br />

إلى أقرب أقربائها الأحياء؛ وهي البكترييا الزرقاء.‏ وأخريًا وليس آخرًا،‏ فإن مخطط Z<br />

املتعلق بالبناء الضوئي النباتي،‏ بجميع أجزائه الخمسة املكو ِّنة له،‏ يُوجَد تمامًا ‏(ولكن<br />

بآلية أبسط)‏ في البكترييا الزرقاء.‏ واختصارًا نقول بلا شك إن حبيبات الكلوروفيل كانت<br />

أسلافها من البكترييا الزرقاء الحرة.‏<br />

والبكترييا الزرقاء،‏ التي كانت تُسم َّى سابقًا خطأًبالطحالب الزرقاء املخضرة،‏ تُعتبرَ‏<br />

املجموعة الوحيدة املعروفة من البكترييا التي يمكنها أن تُحل ِّل املاء من خلال الشكل<br />

‏«الأكسجيني»‏ من عملية البناء الضوئي.‏ ولكن لا تزال كيفية وصول بعضٍ‏ من أعداد تلك<br />

البكترييا لتعيش داخل خلية عائل أكبر حجمًا لغزًا مختفيًا في غياهب أحقاب جيولوجية<br />

موغلة في القدم.‏ لا شك َّ أن ذلك حدث منذ أكثر من ١٠٠٠ مليون سنة خلَتْ‏ ، ولكن<br />

98

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!