ارتقاء الحياة
40524903
40524903
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />
شكل 2-9: أمارات السرور والسعادة تبدو على وجه طفلة في الرابعة من عمرها، تُدعَى<br />
نيكي، مصابة بالاستسقاء املخي.<br />
العصبي البسيط الذي لديها يستحق مكافأة؛ بمعنى أنه يستحق إحساسً ا جيدًا، وهو<br />
ذلك الطعم اللذيذ لرحيق الزهور. أو نقول بكلمات أخرى إن النحلة لديها بالفعل ما<br />
نعتبره وعيًا، حتى إذا لم يكن وعيًا حقيقيٍّا على الأرجح.<br />
وهكذا فإن املشاعر في النهاية هي بناء عصبي، وليست خاصية أساسية للمادة.<br />
وبالنسبة لبعض الحيوانات الأخرى املشاركة لنا في هذا العالم كالحشرات، التي يتمثل<br />
أعلى ما وصلت إليه من نشوء و<strong>ارتقاء</strong> في هذا النحل، هل نجد أنفسنا مجبرين على التوصل<br />
إلى قوانني جديدة للفيزياء لتفسر سلوكياتها؟ ولكن إذا لم تكن املشاعر أكثر من محض<br />
خلايا عصبية تؤدي عملها، فلماذا تبدو حقيقية إلى هذه الدرجة، بل ملاذا هي حقيقية إلى<br />
هذه الدرجة بالفعل؟ إنها تبدو لنا حقيقية لأن لها معنى حقيقيٍّا، وهو معنى استقيناه<br />
من بوتقة الانتقاء الطبيعي، معنى يأتي من <strong>الحياة</strong> الحقيقية، بل ومن املوت الحقيقي.<br />
إن املشاعر هي في حقيقتها شفرة عصبية، إلا أنها شفرة نابضة بالحيوية، غنية بمعانٍ<br />
اكتُسِ بَتْ على مدى ملايني بل مليارات من الأجيال. ما زلنا لا نعرف كيف تفعل خلايانا<br />
العصبية هذا، ولكن الوعي في أساسه يتعل َّق ب<strong>الحياة</strong> واملوت، وليس بالقمم العالية الرائعة<br />
للعقل البشري. وإذا أردنا حقٍّا أن نفهم ماهية الوعي وكيف صار إلى ما صار إليه، فلا<br />
بد أن نخرج أنفسنا من ذلك الإطار الذي قي َّدْنا أنفسنا فيه.<br />
308