ارتقاء الحياة
40524903
40524903
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />
7<br />
بالفعل كعدسات عينية، تركز الضوء على خلايا حساسة للضوء تُوجَد تحت العدسات.<br />
فبالرغم من حرمان النجم الهش من وجود ما يمكن اعتباره مخٍّ ا، فإن لديه عيونًا تؤدي<br />
وظيفتها. وعلى حد ِّ قول مجلة «ناشونال جيوجرافيك»: «على نحوٍ غري متوق َّع من جانب<br />
الطبيعة، يملك البحر عيونًا في نجومه.»<br />
فكيف تكو َّنَتْ عدسات النجم الهش؟ بالرغم من عدم معرفة الكثري من التفاصيل<br />
حتى الآن، فبصفة عامة نقول إنها تكو َّنَتْ بنفس الطريقة مثل غريها من التراكيب<br />
البيولوجية ذات التكوين املعدني؛ مثل أشواك قنافذ البحر (مصنوعة أيضً ا من الكالسيت).<br />
وتبدأ تلك العملية داخل الخلايا، حيث تتفاعل التركيزات العالية من أيونات الكالسيوم<br />
مع البروتينات؛ ومن ثم تربط هذه البروتينات في أوضاع ثابتة، وتُعَد ُّ بمنزلة بذرة لتكوين<br />
البلورة، وذلك تمامًا مثلما كان الشخص املتفائل الواقف أمام متجر بقالة خاوٍ من<br />
البضائع في الاتحاد السوفييتي السابق يكو ِّن نواةً لطابور متتابع. فمثلما يقف الشخص<br />
دون حِ راك ويأتي آخرون من بعده ليقفوا إلى جواره، كذلك تثبُت الذرة في موضعها<br />
وتلتصق بها الذرات الأخرى.<br />
وعلى نحوٍ يؤكد فكرة الاختزالية، إذا تم َّتْ تنقية البروتينات املسئولة عن بذر بلورات<br />
الكالسيت وفُرِشَ تْ على فرخ من الورق، ثم وُضِ عَتْ في محلول مُرك َّز من كربونات<br />
الكالسيوم، فستتكو َّن بلورات مثالية على الورق، متشكلة بأشكال معينة مع اتجاه محور<br />
سي البصري الخاص بها باستقامة لأعلى، كما يحدث تمامًا لعدسة عني ثلاثيات الفصوص<br />
(انظر الشكل 5-7). بل إن ثمة تلميحًا لكيفية تكو ُّنها في املقام الأول. ولا يهم كثريًا<br />
انتقاء نوع البروتني بالضبط؛ فكل ما يهم فقط هو أن تكو ُّن جزيئات البروتني محفوفة<br />
بسلاسل جانبية حمضية. وفي عام ١٩٩٢، أي قبل أن يعرف أي امرئ شيئًا عن عدسات<br />
النجوم الهشة بعقد كامل، قام عاملان متخصصان في علم املعادن الحيوية — هما ليا<br />
أدادي وستيفن واينر — بإنماء عدسات واضحة من الكالسيت على فرخ من الورق،<br />
مستخدمني بروتينات حمضية معزولة من أصداف حيوانات رخوية، بالتأكيد لا تستطيع<br />
الرؤية. وبتعبري آخر نقول إنه بالرغم من روعة هذه العملية، فإنها بالكامل تحدث<br />
تلقائيٍّا حينما تمتزج بروتينات عادية بمعادن عادية. إنها رائعة بالتأكيد، ولكنها ليست<br />
أروع مما يحدث من عمليات تكو ُّن طبيعية ملجموعات من البلورات الناتئة العجيبة التي<br />
تُوجَد في كهوف طبيعية؛ مثل كهف السيوف في املكسيك.<br />
إلا أن تلك العيون البلورية بالرغم من حساسيتها للضوء، تُعتبرَ عمياء من الناحية<br />
العملية. وتكمن الأهمية الحقيقية لعيون ثلاثيات الفصوص في قيمتها التاريخية، بوصفها<br />
228