ارتقاء الحياة
40524903
40524903
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>ارتقاء</strong> <strong>الحياة</strong><br />
البعيدة، وليس من املعروف كيفية نشوء خاصية الحركة لدى أوائل الخلايا حقيقية<br />
النوى على التحقيق. ولا نعرف بشكل مؤكد ما إذا كان التعاون املشترك (أي التكافل<br />
والتكامل) بني الخلايا قد لعب دورًا مهمٍّا كما شدد لني مارجوليس، أو ما إذا كان<br />
الهيكل الخلوي قد نشأ من جينات موجودة بالفعل في خلية العائل. وثمة بعض الألغاز<br />
املحري ِّ ة من شأنها حني تجد الإجابة أن تمدنا برؤية أوضح. ففي البكترييا، على سبيل<br />
املثال، يتم فصل الكروموسومات بعضها عن بعض باستخدام شعريات الأكتني، بينما<br />
يتحق َّق الشد الذي يقسم الخلايا أثناء التكاثر التضاعفي باستخدام الأنيبيبات الدقيقة<br />
من التيوبيولني. والعكس صحيح بالنسبة للخلايا حقيقية النوى؛ حيث تتكو َّن خيوط<br />
املغزل التي تفصل الكروموسومات أثناء انقسام الخلية من الأنيبيبات الدقيقة، بينما<br />
يتكو َّن «املشد» املنقبض الذي يقسم الخلية من الأكتني. وحني نعرف كيف وملاذا يحدث<br />
هذا الانعكاس الوظيفي سنحصل على فهم أفضل للتاريخ التفصيلي للحياة على الأرض.<br />
إلا أن هذه التحديات الكبرية أمام الباحثني تُعتبرَ في الحقيقة تفاصيل ضمن صورة<br />
شاملة صارت الآن واضحة على نطاق واسع؛ فنحن نعرف الآن ماهية البروتينات التي<br />
منها نشأ الهيكل الخلوي ونشأت البروتينات الحركية. ولا يهم كثريًا في إطار هذه الصورة<br />
الشاملة مصدر هذه البروتينات، سواء أكانت بكترييا متكافلة أم خلية عائل؛ فكلاهما<br />
مصدر مقبول ظاهريٍّا، وحينما نعرف الإجابة لن تنهار أسس علم الأحياء الحديث. وثمة<br />
حقيقة مؤكدة: فإذا كانت هناك كائنات حقيقية النوى تعوزها القدرة على التحرك هنا<br />
وهناك، وأن تبذل القوى باستخدام هيكل خلوي ديناميكي وبروتينات حركية، فمعنى<br />
هذا أنه ليس بالإمكان العثور عليها الآن؛ فلقد ماتت منذ دهور من الزمان، وكذلك ذريتها<br />
كلها. لقد كان سلف جميع حقيقيات النوى الحية متحركًا، ويُفترض أن قابلية الحركة<br />
جلبت معها مزايا كبرية؛ ولذا يُحتمَل أن نشوء قابلية الحركة حق َّقَ تغيريًا أكبر من مجرد<br />
تعقيد الأنظمة البيئية على طول الزمان. فلربما ساعد هذا على تغيري وجه كوكبنا الأرضي،<br />
من عالم بسيط تسوده البكترييا إلى ذلك العالم الزاهر والزاخر بعجائب الكائنات التي<br />
نراها اليوم.<br />
208