اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺗرﺑوﯾﺔ

للعب قیمة عملیة ، ویتضح هذا من مناداته في كتابه" القوانین "بتوزیع التفاحات علي الصبیةلمساعدتهم علي تعلم الحساب ، وبإعطاء أدوات بناء واقعیة مصغرة لأطفال في سن الثالثة الذین كانعلیهم أن یصبحوا بنائین في المستقبل وكان أرسطو یعتقد كذلك أن الأطفال ینبغي أن یشجعوا علياللعب لما سیكون علیهم أن یفعلوه بشكل جدي كراشدین . إضافة إلي اهتمام المربین بالأفكار التينادى بها عمالقة التربیة بدءاً‏ من كومینوس في القرن السابع عشر ، إلي الفیلسوف الكبیر جان جاكروسو ، والفیلسوف بستالوزي ، والفیلسوف فروبل في نهایة القرن الثامن عشر والذین أكدوا علي ضرورةالأخذ بالحسبان استعدادات الطفل الطبیعیة . وبلغت هذه النزعات ذروتها في تشدید فروبل علي أهمیةاللعب في التعلم ، ودوره في تنمیة شخصیة المتعلم ‏(میلر،‏‎١٩٨٧‎‏،ص.(١٠وسوف نتناول في هذا البحث بعض النظریات التي تناولت تفسیر اللعب فمنها ما یلي :"‎١‎ نظریة الطاقة الزائدة :ظهرت في أواخر القرن الماضي هذه النظریة ووضع أساسها ‏(شیلر)‏ الشاعر الألماني ثمالفیلسوف هربرت سبنسر وخلاصتها:‏ أناللعب مهمته التخلص من الطاقة الزائدة.‏ فالحیوان،‏ مثلاً،‏ إذاتوافرت لدیه طاقة تزید عما یحتاجه للعمل فإنه یصرف هذه الطاقة في اللعب.‏ وإذا طبقنا ذلك علىالأطفال نرى أن الأطفال یحاطون بعنایة أولیائهم ورعایتهم فیقدمون لهم الغذاء ویعنون بنظافتهموصحتهم دون أن یقوم الأطفال بعمل ما،فتتولد لدیهم طاقة زائدة یصرفونها في اللعب.‏ إن هذامعقول إلى حد ما لكنه لا یفسر حقائق اللعب كلها فالقول به تسلیم بأن اللعب مقتصر على الطفولةوهذا لا ینطبق على الواقع ‏،إذ إن عند الكبیر أیضاً‏ میلاً‏ إلى اللعب،‏ بل یمارسه في الواقع.‏ فإذا كاناللعب مرتبطاً‏ بوجود فضل الطاقة،‏ فكیف یمكن شرح كیفیة لعب الحیوان الصغیر أو الطفل إلى درجةتنهك فیها قواه كما نشاهد ذلك غالباً‏ في الحیاة العادیة ، كما نرى الضعیف والقوي والمتعب والمستریح یلعبن و.لا شك أننا،‏ في هذا الموقف،‏ نجد اتجاها یحرم اللعب من دوره النشط المؤثر فيعملیة النمو،‏ كما یحذف دور الظروف الاجتماعیة والاقتصادیة و تأثیر المحیط الإنساني في إثارة هذهالطاقة وتوظیفها وتوجیهها لصالح الإنسان." ) محول ،‎١٩٨٦‎‏،ص(٢٢٥-٢نظریة الإعداد للحیاة المستقبلیة:‏یرى واضع هذه النظریة كارل جروس gross) (Karlأن اللعب للكائن الحي هو عبارة عنوظیفة بیولوجیة هامة.‏ فاللعب یمرن الأعضاء،‏ وبذلك یستطیع الطفل أن یسیطر سیطرة تامة علیها،‏ولن یستعملها استعمالاً‏ حراً‏ في المستقبل.‏٣٦