اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺗرﺑوﯾﺔ

قال:‏ وما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت:‏ فرس ‏،قال : وما هذا الذي علیه ؟ قالت جناحان ، قال :فرس له جناحان؟ قالت : أما سمعت أن لسلیمان خیلا له أجنحة ، فضحك حتى بدت نواجذه . ) عبدالعال ، ١٩٩٣، ص‎٢٨٣-٢٨٢‎‏)‏ویأتي اللعب لیتدرب الطفل على استخدام هذا اللعب الوراثي لأداء وظائف تتطلبها الحیاةالاجتماعیة فعن عمر بن الخطاب رضي االله عنه قال " علموا أبناءكم الرمایة والسباحة وركوب الخیل" فلقد كانت الرمایة والسباحة وركوب الخیل متطلبً‏ أساسیً‏ في ذلك العصر لما كان یتعرض لهالمسلمون من فتو حات بنشر الدعوة الإسلامیة ، و قد قال الإمام على كرم االله وجهه : " إن القلوبتمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة " ، وقال أیضاً‏ : " روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ،فإن القلب إذا أكره عمى " . ) باشا ، ب . ت ، ص( ٢٥-٢٤‏"ویؤكد الإمام الغزالي على العنایة بالتربیة الریاضیة حتى أنه یرى في اللعب وسیلة هامة للتعلموالرقي ، وینظر إلى اللعب بالنسبة للأطفال كالعمل بالنسبة للكبار ، ویدعو إلى أن یتعود الصبي فيبعض النهار المشي والحركة والریاضة حتى لا یغلب علیه الكسل والخمول ، كما یدعو إلى اللعبالجمیل فیقول " وین بغي أن یؤذن للصبي بعد الانصراف من الكتاب أن یلعب لعباً‏ جمیلاً‏ ، یستریح إلیهمن تعب الكتب ، بحیث لا یتعب في اللعب.‏ فمنعه من اللعب یمیت قلبه ، ویبطل ذكاءه ) الغزالي ،ب . ت ، ص‎٧٢‎ ( . وقد نادى العبدري بضرورة اللعب للطفل بعد ساعات الدرس ، ولهذا نجد فيجمیع معاهد التربیة الإسلامیة عطلة كل أسبوع من ظهر یوم الخمیس وحتى صباح السبت بالإضافةإلى عطلة عید الفطر والأضحى والعطل الصیفیة بهدف إعطاء المتعلم فرصة للراحة واللعب والترویحالجمیل عن النفس ، واللعب فیه تربیة للروح والجسد والعقل " ) المفتوحة ‏،‏‎١٩٩٥‎‏،ص‎٧٧‎‏).‏قلود اهتم المسلمون بتوفیر الحاجات المادیة والمعنویة للأطفال وتهیئة البیئة الصالحة لهم لكيیلعبوا ویلهوا مع الرفاق مثل سنهم ، ویذكر ابن سینا بعض الریاضیات المناسبة فیقول " ومن أصنافالریاضة اللطیفة اللینة التأرجح في الأراجیح والنهوض قائماً‏ وقاعداً‏ ومضطجعاً‏ وركقوالساریات . ) المنظمة العربیة للتربیة والثقافة والعلوم ،‎١٩٨٦‎‏،ص‎١٦٧‎‏)‏ .وزلاب و روخلاصة القول نرى أن اللعب في التربیة الإسلامیة قد حظي بعنایة واهتمام متمیز في تربیةالطفل ، فلم یكن مقصوراً‏ على فلاسفة وعلماء الغرب ، بل كان واضحاً‏ وجلیاً‏ فیما ذكره القرآن الكریمعن اللعب ، فضلاً‏ عن اهتمام الرسول صلى االله علیه وسلم ، وأصحابه رضي االله عنهم ، كما أن٤٤