اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺗرﺑوﯾﺔ

تدمون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن یاحنظلة ! ساعة وساعة ، وكرر الكلمة ساعة ساعة ثلاث مرات )) فالحدیث الشریف دلیل علىاهتمام الإسلام باللعب ، لقد كان محمد رسول االله صلى االله علیه وسلم یحب السرور وما یجلبه ،ویكره الحزن وما یدفع إلیه من متاعب ، ویستعید باالله من شره ، ویقول : (( اللهم إني أعوذ بك منالهم والحزن (( " ) القرضاوي ، ،١٩٧٣ ص (٢٨٢ .وقد روى البخاري عن أم خالد بنت خالد بن معبد : " أتیترسول االله صلى االله علیه وسلم على َّ قمیص أصفر، قال رسول االله صلى االله علیه وسلم : سنة سنة ، قال عبد االله هي بالحبشیة حسنة قالت : فذهبتألعب ... فزبرني أبي " أي زجرني " فقال رسول االله صلى االله علیه وسلم دعها ، ثم قال الرسول صلىاالله علیه وسلم : " أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي " . إن رسول االله صلى االله علیه وسلم طلب من الأبحین زجر طفلته لینهاها عن اللعب ، أن یدعها تلعب فسوف تزداد خبرتها التي تكتسبها من خلالحركتها ونشاطها في اللعب . ‏(العسقلاني ، ب . ت ص. (٤٢٥وشاهد الرسول صلى االله علیه وسلم مرة الأطفال یلعبون في التراب ، والتفت إلى أصحابه ،وقال حدیثه المشهور : " التراب ربیع الصبیان " حیث أراد الرسول صلى االله علیه وسلم أن یوجهأنظار الآباء والمربین بأهمیة اللعب بالتراب وحب الأطفال له ، لما للتراب من مرونة في تحقیقخیالات الطفل وتحویلها بیسر إلى واقع یعیش فیه بفرح،وفي الحقیقة إن هذا الحدیث النبوي الشریفلرائع جداً‏ ، ووثیقة تربویة نادرة في تربیة الطفل عن طریق اللعب بالتراب ... حیث أقر الرسول صلىاالله علیه وسلم حقیقة تعلیمیة معاصرة في سیكلوجیة التعلم في مرحلة الطفولة ، حیث الیوم لا تخلوروضة من ریاض الأطفال من أحواض الرمال داخل صفوفها أو في ساحاتها كجزء أساسي منبرامجها الیومیة ) مصلح ،. ( ٥١-،١٩٩٠ ص ٥٠وأدرك المسلمون منذ صدر الإسلام أن لعب الأطفال نشاط تلقائي یثیر اهتمام الطفل ویدربهویعده في الوقت ذاته لحیاة مقبلة ، ومن خلال منا شطه یتدرب على المهارات الأساسیة اللازمة له ،وعادة ما یكون لعب الأطفال مماثلاً‏ لما یقوم به الكبار في المجتمع من أعمال أساسیة ، فلعب الطفلةبعروستها وعنایتها بها یشبه عملاً‏ جوهریاً‏ تقوم به الأم . ولعل هذا المعنى یؤكد حدیث أم سلمة رضياالله عنها فیما تذكر عن لعب السیدة عائشة رضي االله عنها في طفولتها بعرائسها وقیامها بدور الأم ،وقولها عن تلك العرائس " بناتي " قالت أم سلمة رضي االله عنها : قدم رسول االله صلى االله علیهوسلم من غزوة تبوك أو خیبر وفي سهوتها ‏(أي عائشة)‏ ستر فهبت الریح فكشفت ناحیة الستر عنبنات عائشة"لعب " أي تماثیل صغار وعرائس تلعب بها"‏ فقال : ما هذا یا عائشة ؟ قالت : بناتي ،٤٣