قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All rights reserved.
بدر الكبرى
حروب دولة الرسول
يا معشر قريش،‏ إنكم واالله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا ً وأصحابه
شيئا ً،‏ واالله لئن أصبتموهم لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره
النظر إليه،‏ قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رج ًلا من عشيرته،‏ فارجعوا،‏
وخلوا بين محمد وبين سائر العرب،‏ فإن أصابوه فذاك الذي أردتم،‏ وإن
كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما يريد
.
(٣)
هكذا كان حال قريش،‏ وتلك كانت دعوتها وحكمة حكمائها.‏ بينما على الجانب الآخر
وراء السواتر وفوق التل،‏ كان صوت المصطفى يجلجل في أصحابه،‏ حتى لا يتركوا
فرصة قد لا يجود بها الزمان مرة أخرى للقضاء على رؤوس الشرك:‏
والذي نفس محمد بيده،‏ لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا ً محتسبا ً،‏
إلا أدخله االله الجنة.‏
وهذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.‏
وأن ما يضحك الرب من عبده غمسة يده في العدو حاسر ًا.‏
ومن قتل قتيلا ً فله سلبه.‏
ومن أسر أسيرا ً فهو له.‏
ويا منصور أمِت.‏
وفي الوادي،‏ ذهب ‏(حكيم)‏ بنداء ‏(عتبة)‏ إلى ‏(أبي الحكم)،‏ فكان رده غير الحكيم:‏
انتفخ واالله سحره حين رأى محمدا ً وأصحابه،‏ كلا واالله لا نرجع
حتى يحكم االله بيننا وبين محمد،‏ وما بعتبة ما قال،‏ لكنه رأى أن محمد ًا
وأصحابه أك َل َة جزور،‏ وفيهم ابنه،‏ فتخوفكم عليه
.
(٤)
السهيلي:‏ ‏(في تفسير السيرة النبوية لابن هشام)،‏ سبق ذكره،‏ مج‎٣‎‏،‏ ص‎٣٧‎‏.‏
ابن كثير:‏ سبق ذكره،‏ ج‎٣‎‏،‏ ص‎٢٦٩‎‏،‏
١٧٧
.٢٧٠
(٣)
(٤)
© Muhammadanism.org