31.03.2015 Views

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

© <strong>Muhammadanism</strong>.org — All rights reserved.<br />

دية بني عامر<br />

حروب دولة الرسول<br />

معادلة الثلاثة آلاف جندي إزاء العشرة آلاف إلى معادلة أخرى.‏ إلى شعب يدافع عن وطنه<br />

ضد غزاة،‏ شعب تكتل جميعه مع دروب بلده وحوائطها وزرعها وسوائمها،‏ إزاء جيش وإن<br />

كان عظيما ً فهو يفترش العراء،‏ بعيدا ً عن دياره،‏ يأكل ميرته لتنقص كل يوم،‏ ليس بينهم ألفة،‏<br />

فهم أحزاب لا أهل بلد واحد،‏ يأكلون بعضهم بعضا ً بتضارب المصالح بينهم،‏ إنه الأمر الذي<br />

لا محالة يستدعي الآن وبقوة نصيحة عبد االله بن أبي بن سلول وهو يقول للنبي في أحد:‏<br />

.<br />

(٤)<br />

.<br />

(٥)<br />

«<br />

يا رسول االله؛ أقم بالمدينة ولا تخرج إليهم،‏ فواالله ما خرجنا منها<br />

إلى عدو قط إلا أصاب منا،‏ ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه،‏ فدعهم يا<br />

رسول االله،‏ فإن أقاموا،‏ أقاموا بشر محبس،‏ وإن دخلوا قاتلهم الرجال<br />

في وجههم،‏ ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم،‏ وإن<br />

رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا<br />

وهكذا؛ ما إن بلغ سيد المدينة أمر مسير يهود بين العرب لتحزيبهم حتى ضرب<br />

الخندق الفارسي،‏ لأول مرة في جزيرة العرب،‏ ثم نرى هذا السيد،‏ النبي،‏ الرسول،‏ القائد،‏ في<br />

مرآة قادة التاريخ،‏ وهو يقف نموذجا ً بين رجاله،‏ يحمل أتربة الخندق،‏ ويضرب بفأسه مع<br />

رجاله كتف ًا بكتف ويد ًا بيد.‏<br />

ولم تتوان قريظة عن الوفاء بمعاقلها مع النبي،‏ فأمدت جيشه بآلات عظيمة للحفر<br />

ونقل الأتربة،‏ وهو ما قررته كتبنا الإخبارية وهي تمر على الخبر سريعة دون توقف،‏ في<br />

برقية موجزة مقتضبة تقول:‏ » واستعاروا من بني قريظة آلة كثيرة،‏ ومساحي وكرازين<br />

ومكاتل<br />

ونستمع هنيهة للصحابي البراء وهو يروي نتف ًا من أيام حفر الخندق فيقول:‏<br />

لما كان يوم الأحزاب،‏ وخندق رسول االله الخندق،‏ رأيته ينقل<br />

التراب من الخندق،‏ حتى وارى عني التراب جلد بطنه،‏ وكان كثير<br />

<br />

السهيلي:‏ الروض الأنف..‏ سبق ذكره،‏ ج‎٣‎‏،‏ ص‎١٤٩‎‏.‏<br />

الحلبي:‏ سيرة..‏ سبق ذكره،‏ ج‎٢‎‏،‏ ص‎٦٣٢‎‏.‏<br />

٣٧١<br />

(٤)<br />

(٥)<br />

© <strong>Muhammadanism</strong>.org

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!