قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All rights reserved.
الحزب الهاشم ي
ظهور النبي المنتظر
ثم ها هو ينزع عنهم صفة أخرى ترتبط تمام ًا بمصالحهم التجارية؛ تلك الصفة التي أكسبها
لهم انكسار حملة الفيل على حدود مكة؛ صفة أنهم ‏(أهل االله)،‏ وينادي أهل مكة:‏ ﴿ قل يا أيها
الكافرون.....‏ لكم دينكم ولي دين ﴾ سورة الكافرون،‏ نعم ما زالت الآيات تبرز التسامح
الديني ‏(لكم دينكم ولي دين)،‏ لكنها نعتت أهل مكة بأنهم الكافرون؛ برغم تأكيدها من قبل أنهم
قوم يؤمنون باالله رب العرش خالق السماوات والأرض:‏
يؤفكون
﴿ ولئن
﴾ ٦١ العنكبوت.‏
سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن
االله فأنى
﴿ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم.‏ سيقولون الله قل أفلا تتقون.‏ قل
من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون.‏ سيقولون الله،‏ قل فأنى
تسحرون
﴾ ٨٩ :٨٦ المؤمنون.‏
﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم
الزخرف.‏
٩ ﴾
(٩)
وسعي ًا وراء تعليل؛ اكتشفت قريش أن إيمانها بالشفعاء هو الكفر؛ خاصة عندما بدأ
رسول االله يعيب أربابهم؛ فاستنتجوا أن محمد ًا قد جعل شرط الإيمان الصحيح يمر عبر
الإيمان به كرسول لإله واحد؛ انطلاق ًا من قرن الشهادة له مع الشهادة الله؛ في شهادة أن لا إله
إلا االله وأن محمد ًا رسول االله.‏ فهو في فهمهم العنيد،‏ إنما يطلب منهم الاعتراف بسيادته عليهم
بهذه الشهادة،‏ ويطلب توحدهم جميع ًا تحت راية قيادته وحده،‏ بسلخ كل الشفاعات إلا شفاعته.‏
ويذكر لنا الطبري أن النبي حينما دعا قومه لما بعثه االله.‏ لم يبعدوا عنه أول ما دعاهم،‏
وكادوا يسمعون له حتى ذكر طواغيتهم وهو ذات ما
الطبري:‏ التاريخ،‏ ج‎٢‎‏،‏ ص‎٣٢٨‎‏.‏
٧٦
(٩)
© Muhammadanism.org