31.03.2015 Views

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

© <strong>Muhammadanism</strong>.org — All rights reserved.<br />

حروب دولة الرسول<br />

قيام دولة العرب الموحدة<br />

.«<br />

» وقد تعلم أنهم إنما تثاقلوا عن السير أو ًلا،‏ وتخلفوا عن الجيش أخيرا ً،‏ ليحكموا قواعد<br />

ساستهم،‏ ويقيموا عمدها ترجيح ًا منهم لذلك على التعبد بالنص،‏ حيث رأوه أولى بالمحافظة<br />

وأحق بالرعاية،‏ إذ لا يفوت البعث بتثاقلهم عن السير،‏ ولا بتخلف من تخلف منهم عن الجيش.‏<br />

أما الخلافة فإنها تنصرف عنهم لا محالة إذا انصرفوا إلى الغزوة قبل وفاته وكان <br />

بأبي وأمي أراد أن تخلو منهم العاصمة،‏ فيصفوا الأمر من بعده لأمير المؤمنين علي بن<br />

أبي طالب على سكن وطمأنينة،‏ فإذا رجعوا وقد أبرم عهد الخلافة وأحكم لعلي عقدها،‏ كانوا<br />

عن المنازعة والخلاف أبعد.‏ وإنما أمر عليهم أسامة وهو ابن سبع عشرة سنة ليا ً لأعنة<br />

البعض،‏ وردا ً لجماح أهل الجماح منهم،‏ واحتياطا ً من الأمن في المستقبل من نزاع أهل<br />

التنافس،‏ لو أمر أحدهم كما لا يخفى.‏ لكنهم فطنوا إلى ما دبر فطعنوا في تأمير أسامة،‏<br />

وتثاقلوا عن السير معه فلم يبرحوا من الجرف حتى لحق النبي بربه،‏ فهموا حينئذ بإلغاء البعث<br />

وحل اللواء تارة،‏ وبعزل أسامة تارة أخرى،‏ ثم تخلف منهم عن الجيش وفي أولهم أبو بكر<br />

وعمر<br />

ويحكي لنا ذلك الشيخ ما حدث والرسول بين الحياة والموت،‏ عن عبد االله بن عبد<br />

الرحمن » فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثاقله،‏ وجعل رسول االله في مرضه يثقل ويخف،‏<br />

ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث،‏ حتى قال له أسامة:‏ بأبي أنت وأمي؛ أتأذن لي أن أمكث<br />

أياما ً حتى يشفيك االله تعالى،‏ فقال:‏ اخرج وسر على بركة االله.‏ فقال:‏ يا رسول االله إن أنا<br />

خرجت وأنت على هذه الحال،‏ خرجت وفي قلبي قرحة،‏ فقال:‏ سر على النصر والعافية،‏<br />

فقال:‏ يا رسول االله إني أكره أن أسائل عنك الركبان،‏ فقال:‏ نفذ ما أمرتك به،‏ ثم أغمى على<br />

رسول االله وقام أسامة فتجهز للخروج.‏ فلما أفاق رسول االله سأل عن أسامة والبعث،‏<br />

فأخبر أنهم يتجهزون،‏ فجعل يقول:‏ أنفذوا بعث أسامة،‏ لعن االله من تخلف عنه،‏ وكرر ذلك،‏<br />

فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه،‏ حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر<br />

وعمر وأكثر المهاجرين،‏ ومن الأنصار أسيد<br />

٥٥٦<br />

© <strong>Muhammadanism</strong>.org

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!