قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All rights reserved.
التأسيس
حروب دولة الرسول
صحيفة المعاقل
» لليهود دينهم وللمسلمين دينهم
«
‏(نص بصحيفة المعاقل)‏
﴿
بين بدر وأحد تتوقف سرايا المسلمين عن مداهمة طريق الإيلاف،‏ لكن مع شن
حملاتها التأديبية على القبائل.‏ مع ظاهرة جديدة تمثلت في شرع نظام الاغتيال،‏ باغتيال
رؤوس القبائل وأشراف الناس وسراتهم وحكمائهم،‏ وبدأ تطبيق ذلك النظام باغتيال كعب بن
الأشرف الذي رثى قتلى بدر شعر ًا.‏ وتبعه قطع عدد من الرؤوس خاصة بعد وقعة أحد.‏
وعند العودة الظافرة من بدر الكبرى،‏ كان الوحي يسترسل طالب ًا من المسلمين اليقظة
والاستعداد لقتال أعدائهم،‏ وذلك في النص وأَعِدوا ْ ل َهم ما است َط َعت ُم من ق ُوةٍ‏ ومِن رباطِ‏ ال ْخ َيلِ‏
ت ُرهِبون بِهِ‏ عدو الل ّهِ‏ وعدوك ُم وآخ َرِين مِن دونِهِم لا َ ت َعل َمون َهم الل ّه يعل َمهم الأنفال)،‏
فأما عدو االله وعدو المسلمين فمعروف،‏ وهم ملأ مكة.‏ أما من هم أولئك الآخرون غير الملأ
المكي الذين يعلمهم االله ولا يعلمهم سواد المسلمين؟ إنه ما أوضحته الأحداث التالية بنداء النبي
/٦٠) ﴾
لرجاله:‏
» من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه »، وهو ما تم تنفيذه بالفعل في عدة
رؤوس يهودية،‏ وهو المنحى الذي جاءت مفاصله في آيات تنسخ حرية الاعتقاد،‏ لتنهي العمل
بآيات من قبيل ﴿ ل َك ُم دِين ُك ُم ولِي دِينِ‏ الكافرون)،‏ وتلغي الصفح الجميل والصبر
الأجمل،‏ لتؤكد معنى جديدا ً هو ﴿ إِن الدين عِند االلهِ‏ الإِسلام آل عمران).‏
/١٩) ﴾
/٦) ﴾
وهي السياسة التي ابتغت انضواء اليهود الكامل،‏ السياسي والعقدي،‏ تحت لواء الدولة
الجديدة وسيادة مؤسسها،‏ أو استئصال شأفتهم من يثرب.‏ وهو الأمر الذي كان سببه
٣٢٧
© Muhammadanism.org