31.03.2015 Views

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

© <strong>Muhammadanism</strong>.org — All rights reserved.<br />

حروب دولة الرسول<br />

أحد ثأر قريش<br />

وهكذا أُلغي الأمر النبوي بقتل بني قينقاع،‏ لكن شرط جلاءهم من المدينة خلال أيام<br />

ثلاثة لا تزيد،‏ وبالفعل لم تمض الأيام الثلاثة حتى كان بنو قينقاع يحملون متاعهم راحلين،‏<br />

تاركين مزارعهم وحصونهم وما لم يقدروا على حمله،‏ متجهين إلى أذرعات ببلاد الشام.‏<br />

وبذلك كان أول صدام بين النبي وبين يهود المدينة،‏ وأول قرار يصدر يؤكد سيادة الرسول<br />

ويعني قيام حاكم واحدة لدولة المدينة،‏ وهو القرار الذي أدى دورا ً عظيما ً في انكماش بقية<br />

المعارضين في يثرب لسلطان الدولة الجديدة،‏ كما أدى من جانب آخر إلى تقليم أظافر ‏(ابن<br />

سلول)‏ وإضعاف مركزه،‏ بهجرة حلفائه الذين كانوا حماية له من الأحمر والأسود من الناس،‏<br />

أي من اليهود والعرب.‏ ويكفى أن نعلم مدى ذلك الأثر على ‏(ابن أبي)،‏ في فارق الساعات ما<br />

بين إمساكه بلحم جنب النبي الشريف،‏ وإصراره على مطلبه،‏ وبين مغادرتهم يثرب بقرار<br />

آخر،‏ ما أن سمعه ‏(ابن أبي)‏ حتى عاد مسرعا ً إلى النبي ليسأله بقاء قينقاع في يثرب،‏ فحال<br />

بينه وبين الدخول إلى النبي جماعة من الصحابة،‏ فلما حاول الدخول دفعوه إلى الحائط فشج<br />

وجهه،‏ بينما قينقاع ينظرون ينتظرون آملين في نتيجة المحاولة.‏ فلما ضرب ‏(ابن أبي)‏ بالحائط<br />

وشج،‏ ذهبت قينقاع في طريقها وهي تقول:‏ واالله لا نمكث في بلد يفعل فيه ذلك بأبي الحباب،‏<br />

ولا نستطيع أن ننتصر له،‏ وغادروا يثرب،‏ بل والجزيرة جميعا ً إلى الشام<br />

.<br />

(٢٣)<br />

﴿<br />

وقد عقبت الآيات على موقف ‏(ابن سلول)‏ بقولها:‏ يا أَيها ال َّذِين آمن ُوا ْ لا َ ت َت َّخِذ ُوا ْ<br />

ال ْيهود والن َّصارى أَولِياء بعضهم أَولِياء بعضٍ‏ ومن يت َول َّهم منك ُم ف َإِن َّه مِن ْهم إِن الل ّه لا َ يهدِي<br />

ال ْق َوم الظ َّالِمِي ن.‏ ف َت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِم مرض يسارِعون فِيهِم يق ُول ُون ن َخ ْش َى أَن ت ُصِيبن َا دآئِرة ٌ<br />

ف َعسى الل ّه أَن يأْتِي بِال ْف َت ْحِ‏ أَو أَمرٍ‏ من عِندِهِ‏ ف َيصبِحوا ْ عل َى ما أَسروا ْ فِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِي ن<br />

المائدة).‏<br />

﴾<br />

/٥٢ ،٥١)<br />

<br />

الحلبي:‏ سبق ذكره،‏ مج‎٢‎‏،‏ ص‎٤٧٨‎‏.‏<br />

٢٤٦<br />

(٢٣)<br />

© <strong>Muhammadanism</strong>.org

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!