قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All rights reserved.
حروب دولة الرسول
أحد ثأر قريش
وبينما النبي يسند رأسه تعب ًا في الشعب،‏ كر ‏(أبي بن خلف)‏ بفرسه وهو يهتف متسائلا:‏ أي
محمد(؟!)‏ لا نجوت إن نجا،‏ فقال القوم:‏ يا رسول االله أيعطف عليه رجل منا؟ فقال رسول االله:‏
لا،‏ دعوه فلما دنا تناول رسول االله الحربة من الحارث بن الصمة،‏ وانتفض بها انتفاضة
تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض،‏ ثم استقبله فطعنه في عنقه،‏ طعنة
تدأدأ منها عن فرسه مرار ًا يخور كما يخور الثور إذا ذبح
.
(٤٩)
...
«
..
» نهض النبي
، وجعل
(٤٨)
إلى صخرة في الجبل
ولمزيد من المنعة،‏ بعيد ًا عن متناول قريش
ليعلوها،‏ وقد كان بدن رسول االله بين درعين،‏ فلما ذهب لينهض لم يستطع،‏ فجلس تحته
طلحة بن عبيدة،‏ فنهض به حتى استوى عليها وهكذا نال الإجهاد من النبي كل منال،‏
وأخذ منه الألم كل مأخذ،‏ حتى أنه بعد العودة » ذكر عمرو مولى عفرة أن رسول االله ،
صلى الظهر يوم أحد قاعدا ً من الجراح التي أصابته،‏ وصلى المسلمون خلفه قعود ًا
.
(٥١)
«
.
(٥٠)
«
وبعد أن امتنع المسلمون الذين بقوا مع نبيهم على الصخرة المنيعة التي ما كان
لأحد أن يصعد عليها إلا ويصاب برماح وسهام الممتنعين فوقها ومعهم سيوفهم،‏ لا مجال
لأخذهم.‏ تقدم أبو سفيان حتى اقترب من سفح الصخرة ثم نادى:‏ » أفي القوم محمد؟ أفي القوم
.«
محمد؟ ثلاثا ً،‏ فنهاهم رسول االله أن يجيبوه وهكذا كانت حصافة القائد تملي على
رجاله رغم الامتناع فوق الصخرة،‏ أن يتركوا قريشا ً تتوهم قتله،‏ حتى لا يحاولوا الكر عليهم
مرة أخرى،‏ كما سبق وأمر ‏(كعب بن مالك)‏ بعدم الإعلان عنه وأمره
السهيلي:‏ سبق ذكره،‏ مج‎٣‎‏،‏ ص‎١٦٦‎‏.‏
الحلبي:‏ مج‎٢‎‏،‏ ص‎٥١١‎‏.‏
ابن كثير:‏ سبق ذكره،‏ ج‎٤‎‏،‏ ص‎٣٧‎‏.‏
الموضع نفسه.‏
٢٦٦
(٤٨)
(٤٩)
(٥٠)
(٥١)
© Muhammadanism.org