قراءة اجتماعية سياسية للسيرة النبويّة - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All rights reserved.
دية بني عامر
حروب دولة الرسول
كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر،‏ وأحدنا اليوم لا
يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط؟!‏
.
(١٥)
ولهذا السبب،‏ ولتلك القولة التي كانت تعبر عن مكنون صدر الرجل إزاء حال واقع
بصراحة العربي التي لا تعرف التزويق،‏ وباندفاعه الحر،‏ فقد أدرج أهل الأخبار معتب بن
قشير في طائفة المنافقين.‏ لكن ليلاحظ ابن هشام أن ابن قشير لا يمكن احتسابه منافق ًا،‏ لأنه
كان من مقاتلي النصر البدري الأكبر،‏ وهم من غفر االله لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر،‏
وأصبحوا جميع ًا من أهل الجنة،‏ وفي ذلك يقول:‏ » وأخبرني من أثق به من أهل العلم،‏ أن
معتب بن قشير لم يكن من المنافقين،‏ واحتج بأنه كان من أهل بدر ، ورغم ذلك،‏ فقد جاء
الوحي يرد على ابن قشير قائ ًلا:‏ ﴿ وإِذ ْ يق ُولُ‏ ال ْمن َافِق ُون وال َّذِي ن فِي ق ُل ُوبِهِم مرض ما وعدن َا ا ‏ُالله
ورسول ُه إِلا َّ غ ُرور ًا الأحزاب).‏
(١٦)
«
/١٢) ﴾
ومع الحصار،‏ واشتداد الأزمة،‏ يستطيب رجالاتنا حديث الأحاجي ليستمرئوا
الاستمرار فيه،‏ فيروي ابن إسحاق:‏
وحدثني سعيد بن مينا أنه حدث أن ابنة بشير بن سعد أخت النعمان
بن مشير،‏ قالت:‏ دعتني أم عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر
في ثوبي،‏ ثم قالت:‏ أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبد االله بن رواحة
بغذائهما.‏
قالت:‏ فأخذتها فانطلقت بها،‏ فمررت برسول االله وأنا ألتمس أبي
وخالي،‏ فقال:‏ تعالي يا بنية؛ ما هذا معك؟ قالت:‏ قلت:‏ يا رسول االله هذا
تمر بعثتني أمي به إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد االله بن رواحة،‏
يتغذيانه.‏ فأمر بثوب فبسط له ثم دحا
ابن هشام:‏ السيرة في كتاب السهيلي..‏ سبق ذكره،‏ ج‎٣‎‏،‏ ص‎٢٦١‎‏.‏
الموضع نفسه.‏
٣٧٩
(١٥)
(١٦)
© Muhammadanism.org