نسخة pdf - جا٠عة القدس ال٠فتوحة

مجلة جامعة القدس املفتوحة لألبحاث والدراسات - العدد السادس والعشرون )2( - كانون الثاني 2012
اقتصاد وفرة اأكرث منه اقتصاد ندرة،‏ اإذ اإن اأغلب املوارد تنفذ بالستهالك فيما تزداد املعرفة
باملمارسة والستخدام وتنترش باملشاركة ‏)حسانة،‏ 2004(، وهذا يوؤكد باأن املورد املعريف
‏»اأصبح املورد احلاسم لالقتصاد على عكس القتصاد الكالسيكي الذي اعتمد على عوامل
الإنتاج التقليدية،‏ وهي املوارد الأولية،‏ والعمل،‏ وراأس املال،‏ والأرض،‏ واإن اقتصاد املعرفة
يف القرن احلادي والعرشين هوالقتصاد املعريف«‏ )5. ,1999 .)Galbreath,
وتعتمد الستفادة من القتصاد املعريف على مدى حتوله اإىل ‏»اقتصاد تعلّم«‏
Economy( ،)Learning وهذا التعلّم يعني استخدام التكنولوجيا والتقنيات لالتصال مع
الآخرين لنرش الأفكار والتجديد،‏ وليس فقط للحصول على املعرفة العاملية،‏ وسوف يكون
الأفراد والدول يف اقتصاد التعلّم قادرين على تكوين ثروة تتناسب مع قدرتهم على التعلّم،‏
وتشارك يف البتكار والتجديد مع الآخرين،‏ لذا ل بد لالأنظمة الرتبوية من اإعطاء الهتمام
والأولوية لبناء ‏»قدرة التعلّم«‏ Capacity( )Learning لدى اأفرادها ‏)ندمي،‏ 2002(.
ومبا اأن القتصاد املعريف يعني فيما يعنيه استثمار القدرات التكنولوجية والصناعات
والوظائف والأعمال اجلديدة،‏ فاإن ذلك يتطلب موارد برشية موؤهلة تتصف بصفات خاصة
كالإبداع والإنتاجية والتكيّف مع املستجدات )2004 Teo, ،)Yim- والتميز مبستوى عالٍ‏
من التعليم والتدريب ، واملقدرة على التواصل والإبداع وحل املشكالت واتخاذ القرارات،‏
اإضافة اإىل املرونة،‏ واملقدرة على التعامل مع احلاسوب ‏)عماد الدين،‏ 2004(، وهذا يتطلب
من املوؤسسات الرتبوية تطويع التقدم التكنولوجي مبا يفيد الواقع الرتبوي ، وذلك من
خالل تدريب القوى البرشية الرتبوية على كيفية الستفادة من هذا التقدم يف جمال عملها
الرتبوي كل وفق التخصص الدقيق له )2003 ،)Hago, على اعتبار اأن القتصاد املعريف
يركز على اقتصاد الإنتاج،‏ واإدارة املعرفة اأو القتصاد الذي اأساسه معرفة،‏ مبعنى استخدام
املعرفة لإنتاج منافع اقتصادية،‏ فاملعرفة والتعليم اأساس اأي عمل منتج et( Rooney,
،)al., 2005 واأشارت الدراسات احلديثة لالقتصاديات املتقدمة اأن قطاع املعلومات هو
املصدر الرئيس للدخل القومي،‏ والعمالة،‏ فقد تبني اأن قطاع املعلومات ينتج ما يقارب
نصف الناجت القومي يف الوليات املتحدة الأمريكية،‏ واأن اقتصاديات الدول الأوروبية
املتقدمة تعتمد بنسبة )%40( من دخلها على اأنشطة املعلومات ‏)كليب،‏ 2005(.
اأما فيما يتعلق باآثار ثورة املعلومات والتصالت على الرتبية والتعليم فاإنها
متعددة،‏ ‏»فالزيادة الكمية والنوعية يف املعرفة حتتم على املوؤسسات التعليمية اأن تعيد
النظر يف العمليات والأدوار التي تقوم بها،‏ ومنها اأسلوب التعامل مع املعرفة من حيث
تدريسها وتعامل املعلمني والطلبة معها،‏ فاأسلوب نقل املعرفة وتلقينها مل يعد مناسباً،‏
ول بد من التوجه اإىل تعليم الطلبة اأسلوب التفكري العلمي الذي ‏سيكون اأسلوباً‏ للحياة،‏
247