05.06.2014 Views

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

نسخة pdf - جامعة القدس المفتوحة

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

تصور مقترح لشروط اختيار الطلبة في كليات التربية<br />

باجلامعات األردنية في ضوء شروط القبول العاملية<br />

د.‏ محمود السلخي<br />

يدلل ابن جماعة يف كتابه تذكرة السامع واملتكلم على اأن حتقيق اأهداف التعليم<br />

منوطة بحسن اختيار املعلم بقوله ‏»واإذا ‏سربت اأحوال السلف واخللف مل جتد النفع يحصل<br />

غالباً‏ والفالح يدرك طالباً‏ اإلّ‏ اإذا كان للشيخ ‏)املعلم(‏ من التقوى نصيب وافر،‏ وعلى ‏شفتيه<br />

ونصحه دليل ظاهر«.‏ لذا فليس كل فرد يصلح للتعليم،‏ اإمنا يصلح من تاأهب له و اأعدّ‏ اإعداداً‏<br />

جيداً‏ ‏)عبد العال،‏ 1985( .<br />

يرى الزرنوجي املذكور يف ‏)العمايرة،‏‎2000‎‏:‏ 303( اأن على املعلم اأن يتصف بالصرب<br />

والشفقة والرحمة،‏ ولذلك فهو ل يخاصم ول يعادي اأحداً.‏ يقول:‏ ‏»وينبغي األ ينازع اأحداً،‏ ول<br />

يخاصمه لأنه يضيع وقته«،‏ وذكر اأيضاً:‏ ‏»اإياك واملعاداة فاإنها تفضحك وتضيع وقتك«.‏<br />

ومن الصفات التي اشرتط وجودها يف املعلم،‏ اأن يكون ورعاً‏ تقياً‏ بعيداً‏ عن الصفات السيئة،‏<br />

واأن يكون متعبداً‏ تقياً،‏ يخشى اهلل،‏ يكون همّه طلب الآخرة وعدم الهتمام بالدنيا.‏ يقول:‏ ‏»ل<br />

ينبغي للعاقل اأن يهتم لأمر الدنيا لأنه يرض ول ينفع،‏ وهموم الدنيا ل تخلو من الظلمة يف<br />

القلب،‏ وهموم الآخرة ل تخلو من النور يف القلب«.‏ اإضافة اإىل تركيزه على الهتمام مبظهر<br />

املعلم وهندامه فيقول:‏ ‏»فينبغي للمعلم اأن يظهر مبظهر حسن يكسبه الحرتام تعظيماً‏ للعلم<br />

والعلماء«.‏<br />

ويوؤكد ابن ‏سينا يف ‏سياسة الرجل ولده ‏»اأن يكون موؤدب الصبي عاقالً‏ ذا دين،‏ بصرياً‏<br />

برياضة الأخالق،‏ حاذقاً‏ بتخريج الصبيان،‏ وقوراً‏ رزيناً،‏ بعيداً‏ عن اخلفة والسخف،‏ قليل<br />

التبذل والسرتسال بحرضة الصبي،‏ غري كز ول جامد،‏ بل حلو ذي مروءة ونظافة ونزاهة.‏<br />

قد خدم ‏رساة الناس،‏ وعرف ما يتباهون به من اأخالق،‏ ويتعايرون به من اأخالق السفلة،‏<br />

وعرف اآداب املواكلة واملحادثة واملعارشة«.‏ فاملعلم عنده يحمل معه اإىل طلبته نتائج<br />

خربته وجتاربه يف احلياة،‏ منذ طفولته حتى حلظة نقل العلم.‏ وهو الذي يعلّم،‏ ويبني<br />

الأخالق،‏ ويهيئ حلياة املجتمع الكرمية ‏)شمس الدين،‏‎253‎‏:‏ 1988( .<br />

يواجه املعلم يف الآونة الأخرية العديد من التحديات خاصة يف ظل هذا النفجار<br />

املعريف والتطور التكنولوجي الذي مل يسبق له مثيل مما يوؤثر على عمل املعلم والأدوار<br />

املنوطة به حالياً‏ ومستقبالً.‏ يشري ‏صالح )87: 2002( اإىل رسم جديد لأدوار مستقبلية<br />

للمعلم يتحقق من خالل السترشاف العملي املعتمد على البحوث والدراسات والتقارير،‏<br />

وحتديد مالمح الصورة التقريبية ملهمات املعلم اجلوهرية،‏ مع تاأكيد اأهمية تفعيل ميثاق<br />

املعلم كمرجعية قائمة،‏ وجتديد ‏رشوطه ومواصفاته التفصيلية،‏ واجلدية يف تنفيذ بنوده،‏<br />

فيكون معلم املستقبل ‏صانعاً‏ للمعرفة،‏ وقادراً‏ على الإبداع من غري حرية اأو تخبط.‏<br />

320

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!