04.06.2017 Views

تمتمات بلا أفواه

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ٍ<br />

المضطرد.‏ عندما ‏ٌتعلّمون كٌؾ ‏ٌحتفظون بالرب فً‏ للوبهم<br />

دون أن ‏ٌتفاخر أيّ‏ منهم أنه لتل أخاه ألنه خالؾ تعالٌم الخالك<br />

‏.بدأ الراهب ‏ٌوسؾ ‏ٌروي لصته فمال:‏ استفمتُ‏ من دوران<br />

األسبلة فً‏ رأسً،‏ كنت تعباً‏ متعرّ‏ لاً‏ ال أعرؾ كٌؾ أتخلص من<br />

ذلن الجو الحار الخانك.‏ كنت لد لطعتُ‏ مع حماري نصؾ<br />

الطرٌك الموصل إلى المكان المتّجه إلٌه.‏ كان الولت ظهراً‏ وال<br />

أزال محتاراً‏ أبحث عن فًء أسكن إلٌه فً‏ مكان لرٌب.‏ بادر<br />

الحمار بؤخذ زمام المبادرة وؼٌر طرٌمه للٌبلً‏ ثمَّ‏ اتّجه نحو<br />

بعض األشجار المتجمّعة بشكل ملفت،‏ وكنا لد ولفنا تحتها<br />

ساعة الظهٌرة لبل ‏ٌومٌن.‏ أصابنً‏ الذهول لبضع لحظات لم<br />

أدرن فٌها ما جرى ولماذا وكٌؾ؟!‏ تذكرت بعدها أن ذلن كان<br />

حٌنما كنت فً‏ رحلة لاصداً‏ زٌارة المرى المجاورة.‏ تسمّر<br />

الحمار تحت تلن األشجار،‏ وأخذ ‏ٌهزّ‏ أذنٌه بشدة.‏ ذهلتُ‏ مرّ‏ ة<br />

أخرى،‏ بل ربّما طارت أفكاري نحو السماء تسؤل إن كان<br />

الوجود ‏ٌنوي أن ‏ٌنتمل بالحٌاة إلى مسار أخر.‏ لكن األمر لم ‏ٌكن<br />

كذلن،‏ فمد كان ‏ٌنبّهنً‏ دون شن إلى موعد ؼدابه.‏ للت فً‏<br />

نفسً.الحمار ال ‏ٌمكن بحال من األحوال أن ‏ٌكون ؼبٌّاً،‏ لمد<br />

اختار المكان والولت المناسبٌن.‏ إنه صبور بطبعه دون شنّ‏ .<br />

لكنه لال:‏ أال ‏ٌبدو الصبر ؼباءً‏ أحٌاناً،‏ وجبناً‏ أحٌاناً‏ أخرى؟!‏<br />

تبٌّنتُ‏ آخر األمر أنً‏ لضٌتُ‏ عمري أعٌش كحمار حمٌمًّ‏ كان<br />

موجوداً‏ فً‏ الزمن الؽابر.‏<br />

لست أدري فً‏ تلن اللحظات ماذا حدث وأّكّد لً‏ ذهنً‏ لاببلً:‏ إن<br />

صدٌمن مؤزوم وٌكاد أن ‏ٌختنك،‏ ال بد من إنه ‏ٌخفً‏ أمراً.نظرت<br />

بحنان إلى وجهه حسب ما أذكر،‏ فوجدته شاحباً‏ تظهر فٌه<br />

عٌنٌاه مجرّ‏ دتٌن من أٌة حماسة على ؼٌر عادته.‏ للت بصوت<br />

ٕٔٓ

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!