Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ألعماق هذا الٌافع. كان ٌعرؾ منذ زمن سبك أن أنهكه تماماً،<br />
أن أمه تتراجع وتؽوص عمٌماً إلى حٌث ال ٌمكنها أن تكون<br />
فاعلة فً الحٌاة مسبّبة للذٌن حولها إعالة حمٌمٌّة نحو التمدم<br />
والعٌش بشكل طبٌعًّ ٍ. نعم لمد وصل بها األمر إلى االصرار<br />
على التخلص من أوالدها الواحد بعد اآلخر. لكنها فً تلن اللٌلة<br />
لم تستطع أن تؽفو وفكرة إبعاد فلذات كبدها بؤي طرٌمة كانت ال<br />
تزال تسكن فٌها رؼم أنها لد رفضتها، مصرة على أنها ال تزل<br />
مإمنة رؼم تمسكها باعتمادها أن الرب ٌحمد علٌها وٌسعً<br />
لبلنتمام منها. كانت متؤكّدة من ذلن، وال مجال إلعادة منالشة<br />
نفسها فً موضوع لمسه كٌانها كلّه، فمد تركت لؽضبها أن<br />
ٌسود فً كٌانها، بعد أن فشلت فً محاوالتها المتكرّ رة سنٌن<br />
طوٌلة التحدث مع هللا وجها لوجه. هكذا أوصلها ؼضبها إلى<br />
نكران أوالدها مدّعٌة أن الشٌطان ضاجعها بعد أن لبس بطرله<br />
الخاصة هٌبة الرسول "بولس". كان عبد الحمٌد رؼم طفولته<br />
البابسة، ومراهمته الكبٌبة التً كانت ملٌبة بالكوابٌس، ٌحدوه<br />
األمل مختلطاً بالٌؤس أن ٌتمكّن من التعرّ ؾ إلى ماهٌة ما ٌجري<br />
فً داخلها، وطبٌعة األفكار التً تتجول هنان؟! أو إن ثمة مكان<br />
لً ذلن الكٌان ٌصلح للتجول؟! ترى هل وصلت إلى التزاحم<br />
واالرتطام بشدة فٌما بٌنها؟! وهل تراكمت بعد ذلن إلى حدٍ كبٌر<br />
فؤخذها إلى التحجر وبالتالً لم تعد تستطٌع أن تفهم تطور<br />
محٌطها فكان ال بد من حدوث صدام كبٌر داخل عملها فٌسٌر<br />
إلى الؽربة ومن ثمَّ إلى الجنون حٌث ال مكان فً ببلدنا لتفكٌن<br />
تلن األزمة التً دخلت فً التحجر، آخذاً إٌّاها ربما إلى خارج<br />
اإلنسانٌة وحٌدة ٌتآكلها الخوؾ والضٌاع فً العتمة الحالكة. كما<br />
تبٌن مع الولت أنها أصبحت تكثر من االصطدام بكلّ شًء،<br />
إلى أن أصبحت ترى كلّ محٌطها عدواً لبٌماً متمرّ داً دفعه<br />
ٕٗٗ