04.06.2017 Views

تمتمات بلا أفواه

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

طوٌبلً،‏ وكان ‏ٌشعر بؤنه ‏ُمه ‏َمل وٌشكو من الضجر فبدأ ‏ٌلعب<br />

بخصٌتٌه المتهالكتٌن كلما كان وحٌداً.‏ أحمد حاول أن ‏ٌمبض<br />

على نفسه وٌمنعها من الضحن،‏ بل بدا كؤنه ‏ٌشدُّ‏ على أعصابه<br />

محاوالً‏ تجاوز ما سمع،‏ المولؾ كلّه لم ‏ٌؤخذ إالّ‏ بضع ثوانً،‏<br />

انفجر بعدها أحمد بالضحن الشدٌد،‏ تداخل مع نحٌب أدهشنً،‏<br />

وحاول أن ‏ٌكتمه دون نجاح ‏ٌذكر.‏ كان وضعاً‏ مفاجباً‏ جمّدنً‏<br />

وأثار فً‏ داخلً‏ اضطراباً‏ وارتجافاً‏ شدٌداً‏ شمل كٌانً‏ كلّه،‏<br />

وأخذنً‏ بعٌداً‏ حٌث كانت تنتظرنً‏ ظلمة حالكة واحتكان<br />

بالموت المرٌب.‏ خِ‏ لتُ‏ فً‏ ذلن الولت أن دراسة علم النفس كان<br />

علٌها أن تمتد عشرة سنوات أخرى لنتمكّن من الولوج إلى<br />

اإلنسان اآلخر ونمرأ ببطء شدٌد تلن اللؽة المكتوبة فً‏ لاع لٌس<br />

فٌه ظبلل.‏ كان منمذي من هذا المولؾ انهمار دموعً‏ مدراراً.‏<br />

عندما تولفت أدركت أموراً‏ كنتُ‏ بعٌداً‏ عن تلمّسها،‏ وفهمتُ‏ أن<br />

خوفً‏ الشدٌد كان رفضً‏ الخفً‏ أن أكون فً‏ بارٌس وخشٌتً‏<br />

من اللحاق بها الذي أرعبنً‏ بشدّة،‏ وهذا لم أكن أرٌده البتّة.‏<br />

كنت أدرن على ما ‏ٌبدو أن كٌانً‏ لم ‏ٌبلمس ‏ٌوماً‏ حماسة<br />

لبلنتحار وال االشتهاء إلى إلؽاء نفسً.‏ التفتُّ‏ إلى أحمد الذي<br />

كان ‏ٌنظر إلً‏ بذهول،‏ فملت له ماذا بن؟!‏ فلم ‏ٌجبنً‏ بل أطرق<br />

مختاراً‏ الصمت.‏ كرّ‏ رتُ‏ السإال لاببلً:‏ لماذا ال تمول لً‏ ماذا<br />

بن؟!‏ فرفع رأسه وبدا أنه فوجا،‏ كمن شعر أنه فً‏ تلن اللحظة<br />

لم ‏ٌكن موجوداً‏ فً‏ المكان نفسه،‏ لكنه عندما خرج من شروده<br />

وأدرن أنه كان فً‏ الردهة نفسها وال مجال هنان للفرار.‏ كان<br />

علٌه أن ‏ٌمول شٌباً،‏ لكنه لم ‏ٌستطع إخفاء تلعثمه أثناء بحثه عن<br />

اللفظة المناسبة ثم ولال بصوت مرتبن:‏ لمد خِ‏ لتُ‏ أنن فً‏<br />

طرٌمن إلى الموت.‏<br />

ٖ7ٔ

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!