You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
كلّ هذا جعلنً ألوم من فراشً وأتمشى إلى حٌث ٌمكن ل<br />
"فٌفالدي" أن ٌرٌحنً مدركاً أن الصباح لم ٌعد بعٌداً. فوجبتُ<br />
بما ٌحدث فً داخلً. كانت ستة شهور لد مضت وأنا أشعر<br />
بالؽثٌان عندما كن ُت أسمع بعض الجمل الموسٌمٌّة وأنا فً<br />
انتظار المذٌاع وهو ٌؤمرنا بالجلوس وتلمًّ األخبار الٌومٌّة.<br />
تساءلتُ وأنا أُدٌر رأسً ٌمنة وٌسرة ث َّم صرخ ُت بصو ٍت عا ٍل<br />
البماً نفسً على استمرارها فً محاولة رفضها أن تسمع<br />
"فٌفالدي": أٌمكننً حماً أن أسمع "فٌفالدي" وكاترٌنا فً المبر ال<br />
تسمع شًء؟! لكن اعذرونً أنا ال أرٌد الؽوص فً شرح ماذا<br />
ٌعنً ذلن لً. إذ إنه سٌكشؾ ما ال أبؽً نشره على حبال<br />
"الؽسٌل"، وال على األرٌكة الطوٌلة التً ٌستعملها الطبٌب<br />
النفسً الستدراج المرٌض إلى التحدث عن نفسه وٌجعله<br />
ٌمارس لذة فضح ذاته أمام مشاعره كلّها. النمد الذاتً ٌشبه<br />
بطرٌمة ما، ذلن الجهد الذي ٌبذله الطبٌب المولّد داخل الرحم<br />
الذي ٌكون عادة ٌعلم مسبماً أن الطفل هو بوضع مملوب، فما<br />
على الطبٌب المتمرسّ سوى إعادة تصحٌح هذا الوضع الشاذ<br />
المربن واالطمبنان إلى أنه أصبح فً الوضع المبلبم الطبٌعً<br />
تمهٌداً إلخراجه إلى النور بسبلم وسماع صراخه الرخٌم. أمّا ما<br />
ٌفعله المعالج النفسًّ فهو أعمد وأخطر من ذلن بكثٌر، إذ علٌه<br />
أن ٌؤخذ جانب الحذر، فالطرٌك التً سٌسلكها لد تنتظره فٌها<br />
الكثٌر من الفخاخ، ولد تزور أحبلم مرٌضه وحوش ؼرٌبة<br />
األشكال لٌست معروفة فً هذا العالم. ربّما تكون من البشر<br />
الذٌن صادفهم ذلن اإلنسان فً حٌاته وجرحوا بفظاظة مشاعره<br />
فً ولت لم ٌكن لد اكتمل فٌه تماسكه، وأعاد عمله الباطن<br />
تشكٌلهم الحماً على صورة وحوش ممرفة مخٌفة تحاول أن تبتلع<br />
ما تبمّى فً فمها من دماء ضحاٌاها. لٌس علٌنا التؽاضً وال<br />
ٗٗ8