04.06.2017 Views

تمتمات بلا أفواه

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

لست أدري ما الذي حدث حتى شردتُ‏ لثوانٍ‏ ؼبتُ‏ فٌها عمّا<br />

كان ‏ٌجري.‏ ربّما أنً‏ عندما رأٌت الجمٌع لد انحشروا فً‏ نفك<br />

الخوؾ خفتُ‏ أنا أٌضاً،‏ ووجدتُ‏ نفسً‏ وسط فوضى عارمة.‏ لم<br />

‏ٌكن األمر بسٌطاً.‏ إذ إنً‏ لم أعتد ‏ٌوماً‏ أن أكون فً‏ ؼٌر مكانً،‏<br />

ولم أرتدِ‏ ثٌاباً‏ إالّ‏ التً‏ تلٌك بً.‏ أنا أورثوذكسً‏ رفض جدّي أن<br />

‏ٌسكن فً‏ ‏"المصّاع"‏ وبنى بٌتاً‏ على بعد خطوات من مشفى<br />

‏"الطلٌانً"‏ باتّجاه ‏"المهاجرٌن"‏ لم أعد أعرؾ كٌؾ سمحتُ‏<br />

لنفسً‏ باالنزالق إلى فخ ‏ٌعٌش فٌه لصار مشردون.‏ ماذا لو<br />

ضبُطتُ‏ وسط هإالء الذٌن ‏ٌرتدون األسمال،‏ وماذا سؤلول إنً‏<br />

كنتُ‏ أفعل مع كلّ‏ هإالء المشرّ‏ دٌن؟!‏ وكٌؾ جُننتُ‏ ولمتُ‏<br />

بانتحال صفة ضابط برتبة ممدّم?!‏ لست أدري كٌؾ حدث كلّ‏<br />

ذلن،‏ ولمَ‏ رمٌت نفسً‏ بكلّ‏ بساطة فً‏ وكر األفاعً؟!‏ بمٌت<br />

برهة أحاول أن أتذكّر ما الذي دفعنً‏ إلى هنا بالضبط،‏ وماذا<br />

كنتُ‏ أرٌد أن أثبت؟!‏ كان هذا ؼرٌباً‏ دون أن أجد ما ‏ٌبرّ‏ ره ث ‏َّم<br />

من أٌن لً‏ أن أترن تفكٌري ‏ٌؤخذنً‏ كً‏ أصبح مصلحاً‏<br />

اجتماعٌّاً؟!‏ إن األمر ال ‏ٌمكن فهمه.‏ اإلنسان الذي ‏ٌبدو أنه<br />

‏ٌعرؾ الكثٌر،‏ ‏ٌظهر فجؤة أنه ال ‏ٌعرؾ شٌباً‏ وال ‏ٌدري ماذا<br />

‏ٌنتظره عند الناصٌة التً‏ ال تبعد عن المكان سوى بضعة أمتار.‏<br />

لكنه ‏ٌدرن فً‏ نهاٌة األمر أنه لم ‏ٌفهم كلّ‏ ما جرى له فً‏ حٌاته<br />

التً‏ ال تزال تتمدم إلى األمام وما الهدؾ فً‏ النهاٌة.‏ ‏ٌبدو أن<br />

أمً‏ كانت على حك لمّا لالت إن نضجً‏ ال ‏ٌسٌر بالتوازي مع<br />

ذكابً‏ وثمافتً.‏ إن طرح األسبلة لم ‏ٌعد ‏ٌجدي ولن ‏ٌوصلنً‏ إلى<br />

أيّ‏ شًء.‏ أدركت فجؤة أنً‏ وضعت نفسً‏ فً‏ مولؾ خطٌر،‏<br />

علًّ‏ االنسحاب منه بسرعة،‏ وإالّ‏ ستزداد فرص ولوعً‏ فً‏<br />

مصٌدة ستطٌح بسمعتً‏ فً‏ دمشمً‏ كلّها دون أن أملن سبباً‏<br />

‏ٌمكّننً‏ من الدفاع عن نفسً.‏ ‏ٌا لسذاجتً!!‏<br />

ٗ7ٓ

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!