04.06.2017 Views

تمتمات بلا أفواه

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

االستعجال بالعبور من التؤنس إلى األلوهة.‏ تمول األساطٌر إن<br />

أشجار تلن الودٌان متبلصمة،‏ وٌرتفع جذعها مستمٌماً،‏ حامبلً‏<br />

أؼصانها وما ‏ٌنتمً‏ إلٌها متّجهاً‏ صعوداً‏ نحو السماء،‏ بحٌث ال<br />

‏ٌستطٌع من ‏ٌمؾ تحت مشدوهاً‏ أن ‏ٌرى حدود ذلن المشهد،‏ وما<br />

هً‏ التؽٌّرات التً‏ ‏ٌمكن أن تطرأ علٌه وتزٌد من ؼموضه.‏<br />

بحٌث ‏ٌتمنّى المرء أن ‏ٌكون فً‏ طابرة ‏ٌمكنها االنخفاض كً‏<br />

‏ٌستطٌع أن ‏ٌرى األسلوب الذي ‏ٌكتمل فٌه المشهد من فوق،‏<br />

وٌعاٌن كثافة ذلن االخضرار وجمال ولاحته.‏ ربما ‏ٌتساءل<br />

المرء أٌضاً:‏ ترى هل ‏ٌهوى المادر اإلخراج المسرحً؟!‏ وهل<br />

كلّ‏ حٌاة فً‏ الطبٌعة مهما كانت بكماء أو صمّاء تملن تلن<br />

البوصلة التً‏ تجعلها تشخص نحو األعالً؟!‏ أٌمكن أن ‏ٌكون<br />

أُولبن الذٌن ‏ٌسكنون فً‏ تلن الودٌان إضافة للطبٌعة وأعشاش<br />

العصافٌر ال ‏ٌدرون وال ‏ٌشعرون بؤن الرب ‏ٌسكن بٌنهم كلّما<br />

طاب له ذلن؟!‏ دعونا نسؤل العلماء والباحثٌن عن األسبلة<br />

الكثٌرة التً‏ تتراكم فً‏ الكون،‏ ولماذا ال تجد إجابات تكفً‏<br />

إلشباع الجوع الشدٌد إلى معرفة لمَ‏ نسً‏ المهندس أن ‏ٌلحظ باباً‏<br />

حتّى لو كان مموّ‏ هاً،‏ ‏ٌدخل منه المتلهّفون إلى ذلن المجهول<br />

الذي ‏ٌبدو أنه عماب لن ‏ٌنطك إلى أن ‏ٌنتهً‏ الدهر.‏<br />

فجؤة هبت عاصفة هوجاء عوت عواء شدٌداً‏ متّجهة صوب<br />

األشجار محاولة التبلعها من جذورها.‏ ‏ٌبدو أن الشموخ حتّى<br />

العواصؾ ال تحبه!‏ لكن تلن الودٌان كانت تعرؾ ما علٌها أن<br />

تفعل،‏ فاستدرجتها نحو عمك الؽابة حٌث ‏ٌمكنها أن تؽلك كل<br />

الطرق متى أرادت.هكذا دخلت العاصفة إلى الشَرَ‏ ن،‏ واختنمت<br />

هنان مصدرة حشرجة مخٌفة لبل أن تلفظ أنفاسها األخٌرة.‏<br />

كنت بعٌداً‏ لمّا رأٌت سرباً‏ من الحمام األبٌض ‏ٌخرج من تلن<br />

ٕ7ٓ

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!