04.06.2017 Views

تمتمات بلا أفواه

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ؼلٌله برإٌة الدماء المتدفّمة ببل أي حساب.‏ العٌون ابتسمت لكن<br />

الشفاه ظلّت مطبمة.‏ إذ إن األعبلم البٌضاء ربّما كانت تعنً‏<br />

هدنة مإلّتة ستظهر مدّتها بعد ولت لصٌر،‏ فاألمر لن ‏ٌّحسم ما<br />

لم ‏ٌصل توضٌح شاؾ من المٌادة،‏ ‏ٌبٌّن حمٌمة ما حصل،‏ وما<br />

علٌه أن ‏ٌكون فً‏ المستمبل من انفراج فً‏ الطبٌعة وفً‏ النفوس.‏<br />

مضت ربّما دلٌمة واحدة،‏ ظهرت فً‏ نهاٌتها حمامة بٌضاء<br />

والفة على ذروة العلم األبٌض المرفوع فً‏ وسط ساحة المعركة<br />

لتعلن أنه آن األوان إلفساح المجال لنور الشمس أن ‏ٌظهر حتى<br />

لو كان خجوالً.‏ الخجل لً‏ بعض األحٌان ‏ٌكون بلسماً‏ بطرٌمة<br />

ما،‏ لكن ال ‏ٌحبّ‏ أحد التكلّم عنه.‏ كانت الجراح النازفة تحتاج<br />

دون شن إلى سطوع نٌسان.‏ لكن ال أحد ‏ٌدري لمَ‏ تؤخّر<br />

خروجها من بٌن الؽٌوم؟!‏ ترى هل كان ‏ٌجري اإلعداد لٌكون<br />

ظهورها فضحاً‏ للشهوة إلى الربح،‏ واالستعداد فً‏ سبٌل ذلن،‏<br />

للتضحٌة بؤرواح مبلٌٌن األبرٌاء،‏ ورإٌة برٌك الذهب الذي<br />

‏ٌُسٌّل لعاب األؼنٌاء لبل الفمراء.‏ إنه أمر ؼرٌب دون شنّ‏ ،<br />

وٌفضح أطماع اإلنسان وكذبه على نفسه أوالً،‏ إذ إنه كان ‏ٌدرن<br />

دابماً‏ أنه لم ‏ٌنسها بل تناساها من أجل الزابل،‏ وانشؽل بحفر لبر<br />

أخٌه،‏ متجاهبلً‏ أن ‏ٌتطلّع إلى المبة الزرلاء علّه ‏ٌرى ما ‏ٌعٌد إلٌه<br />

صوابه.‏ خاصة أنه ‏ٌعرؾ وٌدرن أنه لن ‏ٌبمى حٌث هو طوٌبلً.‏<br />

الجمٌع ‏ٌعرؾ أننا آٌِلون جمٌعاً‏ إلى الموت،‏ إلى نفاد الطالة التً‏<br />

سلمها هللا لكلّ‏ فرد ‏ٌعٌش فً‏ هذا الكون.‏ دون أن ندري ماذا<br />

‏ٌرٌد منا أن نتعلّم من هذا العالم لبل مؽادرته والعودة إلى فناء<br />

الرب.‏<br />

لكن لم ‏ٌلبث صوت مذٌاع كتٌبة عسكرٌّة لرٌبة خرج من رحم<br />

تلن الفكرة عند انبثاق الفجر ‏ٌردّد ما ‏ٌرٌد لوله مرّ‏ تٌن:‏ إن<br />

ٖٙ

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!