تمتمات بلا أفواه

ذلن لٌس سهبلً.‏ لكن فجؤة حدث ذلن االنهدام الخطٌر الذي
أرعبنً‏ وبدأتُ‏ أدخل فً‏ حالة تخلخل فٌها كٌانً،‏ مدركاً‏ أن ما
كنتُ‏ أحمله ألمً‏ من كل أنواع العواطؾ تسرّ‏ ب معظمه أو كلّه
لستُ‏ أدري.‏ أمّا ما بدأ ‏ٌنهشنً‏ من الداخل هو فمدانً‏ ألصدلابً‏
الواحد بعد اآلخر.‏ كٌؾ ألحد أن ‏ٌحسدنً‏ وأنا فً‏ هذا الوضع
المزري؟!‏ ثمّ‏ إنً‏ ال أدري كٌؾ وصلتُ‏ إلى هذه المدٌنة
الممفرة،‏ وكٌؾ اختفى ذلن الذي رسّخوه فً‏ أعمالً‏ عن
الوالدٌن وطاعتهما.‏ لمد لالوا لً‏ دابماً‏ إنه أمر ممدس.‏ أٌن ؼاب
هذا اإلٌمان العمٌك الذي كنت أظن أن تراكمه كاد أن ‏ٌضٌك
على أنفاسً‏ وٌشعرنً‏ باالختناق.‏ أعتمد أنً‏ نجحتُ‏ فً‏ أن
أكون فً‏ مدٌنة هجرها أهلها بسبب اجتٌاحها من مرض
‏"الكولٌرا"‏ سرنً‏ أن أموت بهذا المرض اللعٌن.‏ ترى هل ما
أراه حمٌمٌّاً،‏ أم إن كلّ‏ هذا لٌس إالّ‏ أضؽاث أحبلم.‏ ترى هل
الجنون وراثً‏ وأنا أسٌر فً‏ المسار نفسه الذي مشته أمً؟!‏
صرخت بكل ما استطعتُ‏ من لوة لاببلً:‏ فلٌنمذنً‏ أحد،‏ لمد بلػ
السٌل الزبى وضمتُ‏ ذرعا بكل ما ‏ٌحٌط بً؟!‏ لكن،‏ ودون أن
أدري ماذا ‏ٌكمن وراء ذلن لرّ‏ رت أمً‏ فجؤة اجتراح مسرحٌّة
من بنات أفكارها المؽرلة فً‏ المرض تمترح:‏ أن نجلس جمٌعاً‏
على المابدة ولت العشاء،‏ حتّى لو لم ‏ٌكن هنان أي طعام.‏ إذ إننا
فً‏ والع األمر لم نعد نملن أن نشتري أيّ‏ شًء على اإلطبلق،‏
ورفض أي بابع من الذٌن بجوارنا متابعة إلراضنا منذ مدّة.‏
استمرت هذه التمثٌلٌّة بالجلوس متمابلٌن عدّة أٌّام مدّعٌن أننا
نتناول طعام العشاء.‏ ال أعرؾ كم كرهت نفسً‏ هذه المسرحٌة
ذات الفصل الواحد،‏ والممثّلٌن الذٌن لٌس لدٌهم أٌّة خبرة فً‏
التمثٌل.‏ ‏ٌبدو أن أمًّ‏ تعمّدت زجًّ‏ فٌها دون أن أتؤكّد إن كانت
تنتمم من وجودي كوجود أو إنها ترسل رسالة إلى هللا تعبّر فٌها
ٖٕٗ