04.06.2017 Views

تمتمات بلا أفواه

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

جعل أمّه تفمد لدرتها على إعطاء الح ‏ّب لآلخرٌن،‏ بل وعلى<br />

طلب الحب من أي مصدر ‏ٌعرضه.‏ حتّى وصل بها األمر إلى<br />

االصرار على إنكار ذاتها وأوالدها وكره وجودها الممًء دون<br />

أي سبب واضح وممنع.‏ إنه ال ‏ٌزال ‏ٌرى تلن الؽمامة رابضة<br />

إلى ‏ٌسار منزله حٌن ‏ٌَصف ‏ْك الشتاء الباب فجؤة وتلمع السماء<br />

وتمول:‏ لمد أنذرتُ،‏ كان عبد الحمٌد تُجفله ك ‏ّل األشٌاء الؽرٌبة<br />

المفاجبة.‏ أثاره مثبلً‏ عدم تحرّ‏ ن تلن الؽمامة وأللمه األمر بشكل<br />

عمٌك وتساءل:‏ ل ‏َم ترالبنً‏ تلن الؽمامة السوداء بلإم ؼرٌب ك ‏ّل<br />

هذا الزمن الطوٌل؟!‏ ثمَّ‏ لمَ‏ تخفً‏ عٌنٌها؟!‏ أتخشى أن أتعرّ‏ ؾ<br />

إلٌها من بٌن الكثٌرات؟!‏ لكن هذه المرّ‏ ة تبدو مختلفة،‏ ولد<br />

صمّمت على البماء ولن تتحرّ‏ ن من هنا إالّ‏ لبل بزوغ أول<br />

ضوء.‏ تفالم خوؾ عبد الحمٌد،‏ مدركاً‏ أالّ‏ أحد من أهله لربه،‏<br />

فمد مضوا إلى النوم باكراً،‏ إذ ‏ٌبدو إنهم ‏ٌهزإون من التؤمل<br />

والمتؤملٌن.‏ لكن بعد بعض الولت بدأت تلن الؽمامة بالتحرن<br />

‏ٌمنة وٌسرى،‏ مكرّ‏ رة ذلن مرتٌن.‏ ثمَّ‏ عادت لتتمدّد لبالة بٌتهم<br />

دون أن تفصح عن نٌتها وتنمذ لٌلة عبد الحمٌد من األرق.‏ شعر<br />

ذلن الشاب ببعض الراحة فجؤة،‏ مبلحظاً‏ أنه لم ‏ٌحظ ‏ٌوماً‏<br />

بالتمتع بوحدته والتؤمل فً‏ المصٌر وكٌؾ ستكون الرحلة إلٌه؟!‏<br />

وهل سٌبادر الرب إلى تصحٌح ما ‏ٌحدث فً‏ كٌان أمه،‏ أم إن له<br />

رأٌاً‏ آخر؟!‏ منذ متى ‏ٌا شٌطان تستمٌل الؽٌوم وتؽرٌها لتصبح<br />

من عمٌبلتن؟!‏ إننا نعرؾ أنن لستَ‏ معرضاَ‏ للموت بسبب<br />

حاجة فً‏ نفس ‏ٌعموب نفسه.‏ أنا ال أرٌد التحرّ‏ ش بالحٌاة وال<br />

بن.‏ لمد كنت معجباً‏ بلعبن،‏ ألصد بطرافتها أحٌاناً،‏ لكنً‏ بعد<br />

بعض الولت سبمتُ‏ التطلّع إلى تفرد خبثن.‏ أعود ألكرّ‏ ر أنً‏<br />

أإمن بدٌمومتن إلى نهاٌة الدهر آسفاً‏ عنً‏ وعن ؼٌري.‏ لكن ال<br />

تنس أنن لستَ‏ محصناً‏ ضد الخرؾ.‏ الولت ‏ٌمرّ‏ ‏ٌا شٌطان لمد<br />

ٕٗٔ

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!