23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

106<br />

32- يف هذا املجلس الصويف،‏ يتحدث طومان باي يف جملة حوار طويلة كاأنها خطبة،‏ عن الفئات التي يتاألف منها جمتمع<br />

القاهرة حملا موقف كل فئة ودوافعها،‏ فيقول:‏ “- على رسلكم اأيها الإخوان،‏ اإمنا نحن جميعًا هنا اأبناء مصر،‏<br />

جراكسة،‏ واأعرابًا،‏ ومصريني؛ كلنا ‏سواسية يف احلق والواجب،‏ واإمنا يغلبنا السلطان اجلائر على اأنفسنا بهذه<br />

العصبية التي تفرقنا وتشق عصا جماعتنا!‏ وماذا يجدينا اأن نفاخر باأنسابنا وهذا السيف مصلت على رءوسنا<br />

جميعًا يف يد ‏صبي عابث قد استبدت به ‏شهواته،‏ فليس يعنيه من اأمر هذا الشعب قليل ول كثري؟ ليس فينا من<br />

يرضى هذه احلال الأليمة:‏ اأما الأعراب فيعربون عن ‏سخطهم بهذه الغارات املتتابعة على اأطراف املدينة،‏ ويف<br />

البوادي،‏ وعلى حدود املدائن يف الشمال واجلنوب،‏ فا ينالون ‏شيئًا من السلطان ولكن ينالون من اإخوانهم،‏ ومن<br />

اأنفسهم؛ واأما املماليك فيتخذون ‏سلطانهم قدوة فا يزالون يعيثون يف الأرض الفساد،‏ ينهبون،‏ ويفتكون،‏ ويهتكون؛<br />

واإمنا يتعجلون اآخرتهم بهذه املظامل؛ واأما املصريون فينظرون اإىل هوؤلء واأولئك ‏ساهرين اأو ‏شامتني،‏ ثم ل يزال<br />

فتيانهم يوؤلفون العصائب للتخويف والإرهاب وانتهاز الفرص،‏ ويتندرون فكهني مبا كان ومبا ‏سيكون؛ والسلطان<br />

يلهو..‏ واإمنا ‏سبيل اخلاص واحدة:‏ هي اجتماع الكلمة على تقومي املعوج،‏ وليكن السلطان بعد ذلك من يكون،‏<br />

مصريًّا،‏ اأو عربيًّا،‏ اأو من اأبناء اجلركس!..‏ فكلنا ملصر”‏ ‏)الرواية ‏ص 73-72(<br />

33- يف نهاية جملس طرب واأنس ‏ضم طومان باي واأمراء املماليك كما ‏ضم طوائف متنوعة من املصريني،‏ ‏شعراء<br />

وعلماء وجتار..اإلخ ، يتدخل الراوي العليم املوؤرخ،‏ معلقً‏ ا على هوؤلء املماليك الذين جاءوا للقبض على علي بن<br />

رحاب املغني الشهري،‏ ويستغل الفرصة ليعطينا درسً‏ ا مطوّل قي التحليل الجتماعي والسياسي،‏ ل عاقة له<br />

باأحداث القصة ل من قريب ول من بعيد:‏ “ مل يكن علي بن رحاب املغني اأمريًا من اأمراء املماليك يُخاف ويُتقى؛<br />

نعم،‏ ول كان من اأولد الناس:‏ تلك الطبقة التي كان اآباوؤها منذ جيل اأو اأجيال مماليك من ذوي السلطان فا<br />

يزالون يعيشون مما خلف اآباوؤهم من املال واملتاع والضياع،‏ مباهني باأنهم ‏“اأولد الناس”‏ الذين يحسب الأمراء<br />

احلاكمون حسابهم ويتقونهم،‏ نعم،‏ ول كان علي بن رحاب من املماليك القراصنة الذين كان لهم يومً‏ ا دولة<br />

وسلطان ثم دالت دولتهم وذهب ‏سلطانهم بنزول اأستاذهم عن العرش ولكن اأنفسهم ل تزال تنازعهم اإىل الإمارة<br />

ول يزالون يدبرون خللع السلطان القائم عن العرش ليتوله اأمري من ‏“طبقتهم”‏ ينتسبون اإليه وياأمترون يف كنفه،‏<br />

ول كان علي بن رحاب مملوكً‏ ا من املماليك ‏“اجللبان”‏ الذين ينتسبون اإىل السلطان اجلالس على العرش فا<br />

يزالون يتنافسون يف اأسباب الزلفى اإليه بالدس واخليانة لريفعهم من طبقة املماليك اإىل طبقة الأمراء..‏<br />

مل يكن علي بن رحاب املغني واحدً‏ ا من هذه الطوائف اجلركسية،‏ ول كان ‏شيخً‏ ا من ‏شيوخ العربان الثائرين اأبدً‏ ا<br />

على املماليك ل يدخلون حتت طاعة ‏سلطان منهم اإل مطاولة ورياء حتى جتتمع جموعهم فيعودوا بعد جمام اإىل<br />

الثورة والعصيان..‏ ول كان تاجرً‏ ا من مياسري التجار املصريني الذين تفرض عليهم النظم القتصادية التي<br />

اأملتها مطامع الصاطني اأن يكونوا اأبدً‏ ا على حذر ورقبة من غدر السلطان واأن يكون السلطان واأمراوؤه على حذر<br />

منهم،‏ ول كان واحدً‏ ا من فتيان الزعر اأو زعمائهم:‏ تلك العصائب الشعبية التي تاألفت يف الظام ملقاومة طغيان<br />

الصاطني وعسف الأمراء..‏ ول كان من تلك الطبقة املصرية الضئيلة من الفقهاء واأهل الكتابة الذين اأهلتهم<br />

مواهبهم ليتولوا بعض الوظائف السلطانية مبقدار ما تبعد بهم عن اأبناء جلدتهم،‏ فا يزالون مرتددين بني<br />

العوامل املتناقضة تتنازعهم ذات اليمني وذات الشمال،‏ ول يزالون بذلك موضع الريبة عن املصريني وعند<br />

املماليك على السواء.‏<br />

مل يكن علي بن رحاب،‏ واحدً‏ ا من هذه الطوائف التي تنتظم املصريني واجلركس جميعًا...‏ فلماذا يخافه الدوادار<br />

الكبري ويرسل عسكره للقبض عليه؟...ملاذا؟..‏<br />

لأن علي بن رحاب واإن مل يكن من اأولئك اجلركس،‏ ول من هوؤلء املصريني الثائرين كان يشعر اأنه مصري،‏ واأن

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!