23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

58<br />

التمثيل بالعلوم للعلوم عند ابن رشد<br />

د.‏ فوؤاد بن اأحمد<br />

عندما نفحص مليا متثيات ابن رشد ومصادرها،‏ جند دوائر معرفية كثرية كانت وراء تعدد هذه التمثيات<br />

وتشعبها وخصوبتها.‏ لكن تقليدين علميني غالبني كانا مبثابة املرجع الذي يحيل عليه يف متثياته التي ‏سعى من<br />

ورائها اإىل اإثبات مشروعية الفلسفة،‏ وضرورة الستفادة من الأمم املختلفة.‏ هذان التقليدان هما:‏ الرياضيات<br />

1<br />

والفقهيات.‏<br />

اإل اأن اأمرين اثنني استاأثرا باهتمامنا يف متثيل ابن رشد بهاتني الصناعتني:‏<br />

الأول،‏ تشديده على قاعدة تلزم مُستعمل التمثيل باأن ميتلك علما متقدما باملعارف املمثل بها )= العلوم<br />

التعاليمية والفقهية(‏ باعتبارها مقدمة يف حجته،‏ قبل اأن يَطلب دعواه التي من اأجلها يستعمل ذلك املثال.‏<br />

اأما الأمر الثاين فيحيل على واقع املمارسة النظرية لبن رشد.‏ فعلى الرغم من الختاف الكبري بني علم<br />

التعاليم وعلم الفقه على مستوى هوية كل علم،‏ وعلى مستوى مبادئهما ونتائجهما واملخاطب بهما،‏ فاإنه مل يرتدد،‏<br />

مع ذلك،‏ يف اأن يستخدمهما معا لأجل اإثبات ‏ضرورة النظر والرتاكم العلميني،‏ بل اأكرث من ذلك مل يتوان يف<br />

حلظة من حلظات التمثيل عن التخلي عن التقليد العلمي التعاليمي لصالح التمثيل بصناعة اأصول الفقه.‏<br />

اأما عملنا يف هذه الدراسة فسينصب اأول،‏ على فحص مدى التزام ابن رشد بتلك القاعدة املقننة للتمثيل<br />

املشار اإليها.‏ وثانيا،‏ على مسوغات تراجعه عن التمثيل بعلوم التعاليم لصالح التمثيل بالصناعة الفقهية مع ما<br />

تقدمه العلوم الأوىل من اإمكانات جناح التمثيل مقارنة بالفقه.‏<br />

اأوال:‏ مصادر التمثيل عند ابن رشد<br />

يقول عبد اهلل العروي:‏ ‏»عندما نتكلم عادة عن النص<br />

الأرسطي املضمن يف الكتب الثمانية ‏)الأورغانون(‏ نتكلم<br />

عن نص تقريري عاطل جمرد من كل ‏سوابقه ولواحقه،‏<br />

يف حني اأن النص املفهوم لبد اأن يكون اأشمل واأعمق من<br />

ذلك.‏ توجد خلف النص ‏)املنطقي(‏ الثقافة اليونانية<br />

باأصولها املختلفة«‏ . 2 الواقع اأن هذه املاحظة املنهجية<br />

تصدق اإىل حد بعيد على جمموع نصوص ابن رشد<br />

املنطقية وغري املنطقية على حد ‏سواء.‏ فقد مت التعامل<br />

‏-لأمد طويل-‏ مع فلسفته عموما بالقتصار فقط على<br />

منطوقها ورغبات ‏صاحبها ومقاصده املعلنة،‏ وبانفصال<br />

‏شبه تام عن املادة الثقافية التي نسجت منها هذه<br />

النصوص،‏ وكاأنها اأمر لحق على النص لدواع عارضة<br />

ميكن الستغناء عنها يف ‏شروط خمتلفة.‏ واحلال اأن<br />

فحص الهواجس التي ‏شغلت بال ابن رشد وحتكمت يف<br />

تعامله مع املصنف الأرسطي ‏)سواء كان يف فن الشعر اأو<br />

اخلطابة اأو الربهان اأو ما بعد الطبيعة...(‏ تُظهر اأنه مل<br />

يكن ينظر اإىل نصوص اأرسطو على اأنها نصوص مفارقة<br />

لثقافتها املنسوجة منها كليا اأو جزئيا.‏<br />

مثل النص كمثل ‏»اجلهاز الهضمي،‏ ل تدب فيه<br />

احلياة،‏ ل يحمى يف ذهن املتقبل ويعود منتجا،‏ اإل اإذا<br />

كسي بلحم وانتعش بدم متدهما به العلوم القطاعية«‏ ، 3<br />

اأو اجلزئية،‏ نظرية كانت اأو عملية.‏ واإغفال جهات دخول<br />

املعارف التي راكمتها هذه العلوم يف اخلطاب الفلسفي<br />

هو الذي اأدى ‏-كما اأشرنا يف مقدمة البحث-‏ اإىل حصر<br />

املنطق يف الربهان والستنباط دون التمثيل والستقراء،‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!