23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

137<br />

2 0 1 1<br />

‏“تسجن”‏ التفكري يف ‏سياجها.‏ وتعرب عن قطيعة مع<br />

الجتاه الوضعي،‏ وحتولت اإىل اجتاه معريف يف العلوم<br />

الجتماعية.‏<br />

وتاأسيسا على هذا الفهم للبنائية،‏ يرى منظور التطور<br />

اأن التغريات العديدة واملتشابكة التي تعيشها الصحفة<br />

ل ميكن اأن تفهم ‏ضمن روؤية ثابتة وقارة للصحافة،‏<br />

والتعامل معها كاأنها معطى منتهي البناء ومنجز،‏<br />

وليست ظاهرة اجتماعية وثقافية وسياسية يف حالة<br />

تغيري دائم.‏ وميكن اأن نفهم العوامل التي تتدخل يف ‏صنع<br />

التغيري الذي يحدث يف الصحفة،‏ بفضل هذا املنظور،‏<br />

ونستطيع اأن ندرك اأفق تطورها.‏ اإن التمسك بقراءة<br />

التطورات التي تعيشها الصحفة دون استبدال املنظور<br />

، Paradigm اأي ‏سحب ماضي الصحفة على حاضرها،‏<br />

يوؤدي اإىل احلكم عليها باأنها بلغت نهاية تطورها،‏ اأواأنها<br />

تعيش بداية نهايتها دون بذل اأي جهد نظري وفكري،‏ بل<br />

مبجرد الكتفاء ببعض املوؤشرات والوقائع،‏ التي ل يشك<br />

اأي عاقل يف قوتها ووزنها ‏،لتربير هذا احلكم اأو تسويقه،‏<br />

كانسحاب بعض املجات والصحف من عامل الورق،‏<br />

والتحاقها بالعامل الفرتاضي جمسدا يف ‏شبكة الإنرتنت،‏<br />

والتي قد تعود للأزمة القتصادية التي تعصف بالعامل<br />

اليوم اأكرث من التحولت التكنولوجية،‏ مثل ‏صحيفة<br />

‏ستايل بوست اإنتليجنسرIntelligencer Style Post<br />

)19(<br />

الأمريكية ‏،التي ‏صدرت قبل 146 ‏سنة بواشنطن،‏<br />

وجملة املجلة السعودية.‏ اأو العرتاف بكُ‏ تاب املدونات<br />

كصحفيني حمرتفني وقبولهم يف النقابات الصحفية يف<br />

هذه الدولة اأو تلك،‏ اأو تعيني املدون الأمريكي Garrett<br />

Graff ‏صحفياً‏ معتمداً‏ بالبيت الأبيض الأمريكي يف<br />

السنة )20( 2005 اأو استعانة وسائل الإعام الكاسيكية<br />

ببعض ما تنشره املدونات الإلكرتونية من اأخبار وصور<br />

واأشرطة فيديو ‏،كنشرها ملا نقله السيد هارفرد اأرون<br />

‏شانبهاغ،‏ اأستاذ كلية الطب يف جامعة هارفرد،‏ عن<br />

الهجوم املسلح على تاج حمل بالهند يوم 26 تشرين<br />

الأول،‏ ‎2008‎م،‏ الذي لعب تويرتTwiter دورا بارزا يف<br />

رواجها )21( ، وغريها من الوقائع والأحداث التي فتحت<br />

‏شهية احلديث الذي يبشر باأنه باإمكان اأي ‏شخص اأن<br />

يصبح ‏صحفيا،‏ ليس بفضل املدونات الإلكرتونية فقط،‏<br />

بل بفضل تزايد عدد املوؤسسات املختلفة التي اأصبحت<br />

تنتج الأخبار والتقارير عن الأحداث الآنية التي تطراأ يف<br />

العامل،‏ والتي يساهم يف حتريرها اأشخاص مل ميتهنوا<br />

العمل الصحفي من قبل.‏<br />

اإذن،‏ اإن احلكم على عامل الصحفة كشيء ثابت وقار<br />

ومنجز يجانب احلقيقة.‏ هذا ما يثبته الفرق الصارخ<br />

بني املنشورات املتواضعة التي ظهرت يف املنتصف الثاين<br />

من القرن اخلامس عشر يف اأوروبا،‏ والتي كانت تتسم<br />

بصدورها غري املنتظم،‏ وصحافة القرن السابع عشر<br />

التي عرفت النتظام يف الصدور ‏)شهرية(‏ وحاولت اأن<br />

تلبي حاجات القراء املعرفية والإعامية.‏ ول يستطيع اأن<br />

يغطي الفرق الواضح بني ‏صحافة القرن التاسع عشر،‏<br />

الذي يعد العصر الذهبي للصحافة،‏ وصحافة مطلع<br />

القرن احلادي والعشرين التي تعيش تغيريا ‏شاما يف<br />

‏شكلها ومضمونها ووسائل نشرها.‏<br />

اإن العمل الصحفي مل يكن،‏ اأبدا،‏ نشاطا مغلقا على<br />

ذاته وكامل التطور،‏ ول نشاطا متجانسا كما تصوره<br />

النظرة التعميمية والا تاريخية لوسائل الإعام.‏ كما<br />

اأن تطوره مل يكن خطيا.‏<br />

اإن عدم جتانس تطور الصحفة تعرب عنه اأشكال<br />

الكتابة الصحفية.‏ فغني عن القول اأن املمارسة الصحفية<br />

ارتبطت باملمارسة الأدبية ‏سواء يف الدول الغربية اأو<br />

العربية.‏ فكتابة اخلرب الصحفي يف الصحفة العربية،‏<br />

على ‏سبيل املثال،‏ مل تفلت من السجع والقول املقفى<br />

اإل يف 1909 فقط.‏ )22( ويعتقد اأن الأنواع الصحفية التي<br />

توصف باأنها تعبريية حافظت على اخلصائص الأدبية،‏<br />

فاأخذت منها املجاز والصور اجلمالية والباغية من اأجل<br />

اإبراز العاقات الإنسانية عرب الأحداث والوقائع للكشف<br />

عن ما هو ‏شخصي اأو فردي وحتويله اإىل « اأمنوذج«.‏<br />

اإن الأنواع الصحفية مل تظهر كلها دفعة واحدة<br />

يف كل الدول،‏ وتعم كل العناوين،‏ بصرف النظر عن<br />

التضاريس اجلغرافية والجتماعية التي نبتت فيها.‏ لقد<br />

مت تبنيها بشكل تدريجي،‏ وتطورت يف خضم استخدامها<br />

املتجدّ‏ د،‏ وتنوعت بفعل العديد من العوامل،‏ منها:‏<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!