23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

61<br />

2 0 1 1<br />

‏شروط النموذج الذي يصلح اأن ميثل به لوجوب تداول<br />

الفحص عن املوجودات واحداً‏ بعد واحد،‏ واستعانة<br />

املتاأخر باملتقدم.‏ ومن بني اأهم هذه الشروط طبيعة العلم<br />

ذاته،‏ وطبيعة اشتغال العلماء به،‏ ومنطق الكتشاف<br />

العلمي فيه.‏ اأما اأهمها فهو دخول هذه الأمور ‏ضمن ما<br />

يسمى عند ابن رشد باملعلوم بذاته.‏<br />

ف»مثال ما عرض لعلم التعاليم«‏ يُفيد الوجوب يف<br />

‏»التداول«‏ و»الستعانة«،‏ لأن ما ينتهي اإليه النظر يف<br />

علم التعاليم ل يكون اإل بهما.‏ هذا الشرط هو وحده<br />

ما يجعل الرتاكم العلمي ممكنا من جهة،‏ ويجعل،‏ من<br />

جهة ثانية،‏ ما ينتهي اإليه النظر التعاليمي معقول ‏)اأي<br />

ميكن تعقله(،‏ واإل عد ‏ضربا من اجلنون اأو الهلوسات<br />

اأو الوحي.‏ اإن ‏»معقولية«‏ علم التعاليم تعني اأن هناك<br />

تراكما يف ثمرات النظر العلمي،‏ ثمرة تفضي اإىل اأخرى<br />

بشكل يجعل الأخرية غري ممكنة بدون الأوىل،‏ لأنها هي<br />

التي وطاأت لها.‏ ول ميكن النظر اإىل اآخر ثمرة انتهى<br />

اإليها النظر العلمي باستقال عن مسلسل الرتاكم<br />

الذي انخرطت فيه الأبحاث التي اأعملها اأصحابها على<br />

مر العصور.‏ ومن هذه اجلهة فاإن عمليات الكتشاف<br />

والتداول والستعانة هي ما يضفي ‏سمات العقلية على<br />

ثمرات العلم وليس عرضه الأخري،‏ ‏سيما اأنه ‏»يُشبه اأن<br />

يكون ما يظهر باآخره للعقل هو عنده من قبيل املستحيل<br />

يف اأول اأمره«‏ )8( .<br />

•1( التعاون العلمي<br />

اإذا افرتضنا مثا اأن ‏»صناعة الهندسة يف وقتنا<br />

هذا معدومة«،‏ و»رام اإنسان واحد من تلقاء نفسه اأن<br />

يدرك مقادير الأجرام السماوية واأشكالها واأبعاد بعضها<br />

عن بعض،‏ مثل اأن يعرف قدر الشمس من الأرض،‏ وغري<br />

ذلك من مقادير الكواكب،‏ ملا اأمكنه ذلك ولو كان اأذكى<br />

الناس طبعاً،‏ اإل بوحي اأو ‏شيء يشبه الوحي«‏ )9( . وهذا<br />

ينسحب على جميع العلوم،‏ عملية كانت اأو نظرية،‏ يقول:‏<br />

‏»لو قدّ‏ رنا اأن ‏صناعة من الصنائع قد دثرت ثم توهم<br />

وجودها لكان يف بادئ الراأي من املستحيل ولذلك يرى<br />

كثري من الناس اأن هذه الصنائع هي من مدارك ليست<br />

باإنسانية فبعضهم ينسبها اإىل اجلن،‏ وبعضهم ينسبها<br />

اإىل الأنبياء«‏ )10( .<br />

وعليه،‏ فالتوصل اإىل معلومات بخصوص هذه<br />

املوجودات التي يدرسها علم الهندسة،‏ ل ميكن حصوله<br />

ما مل يتم تداول النظر فيها ناظرا بعد ناظر،‏ اأعني<br />

بتضافر جهود النظار وتعاونهم.‏ وليس القول باإمكانية<br />

اأن يحيط واحد من الناس بهذه املعلومات اإل من باب<br />

الإمكان الأقلي؛ وقد اأشار اإليه ابن رشد هنا بالوحي اأو<br />

ما يشابه ذلك من الروؤى والأحام وغريها،‏ حتى يخرجه<br />

عن طور املنجز الإنساين.‏ وملا كان العلم والصناعات<br />

عموما اإمنا من باب الضروري اأو املمكن على الأكرث،‏<br />

فليس ميكن ذلك اإل باستعانة املتاأخر باملتقدم.‏ ومن<br />

اأجل ذلك يجب اأن نقول اإنه ملا كان التعاون بينا بنفسه،‏<br />

ول ‏شك فيه عند من يشتغل بالنظر العلمي،‏ فاإن ‏»هذا<br />

اأمر بني بنفسه يف الصنائع العلمية«‏ كلها.‏ واإذا فلما كان<br />

اأمر التعاون بني علماء الهندسة والهيئة يف النظر يف<br />

املوجودات اأمرا بينا بذاته،‏ ‏صار التعاون يف اإنشاء علوم<br />

الآلت،‏ اأو املنطق حتديدا اأمرا بينا ول يشك يف اأمره.‏<br />

•2( تلقي النتائج العلمية<br />

هذا عن التعاون بني النظار،‏ اأما عن النتائج العلمية<br />

فيمكن اأن نقول اإنه مثلما تقتضي الصنائع النظرية<br />

والعملية التعاون والتداول،‏ حتى حتافظا على طبعتيهما<br />

البشرية والعقلية،‏ فاإن عدم اأخذ هذه السريورة التي<br />

يخضع لها العمل العلمي بعني العتبار،‏ يجعل ما انتهت<br />

اإليه غري مقبول عند اجلمهور،‏ اأو بعبارة ابن رشد يكون<br />

‏»شنيعا وقبيحا يف بادئ الراأي وشبيها بالأحام،‏ اإذ ليس<br />

يوجد يف هذا النوع من املعارف مقدمات حممودة يتاأتى<br />

من قبلها الإقناع فيها للعقل الذي يف بادئ الراأي،‏ اأعني<br />

عقل اجلمهور«‏ )11( . واحلقيقة اأن ‏»كثريا من الأمور التي<br />

تثبت يف العلوم النظرية اإذا عرضت على بادئ الراأي<br />

واإىل ما يعقله اجلمهور من ذلك كانت بالإضافة اإليهم<br />

‏شبيها مبا يدرك النائم يف نومه كما قال ‏)اأبو حامد<br />

الغزايل(،‏ واأن كثريا من هذه تُلفَ‏ ى لها مقدمات من<br />

نوع املقدمات التي هي معقولة عند اجلمهور يقنعون بها<br />

يف اأمثال هذه املعاين بل ل ‏سبيل اإىل اأن يقع بها لأحد<br />

اإقناع«‏ )12( .<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!