د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
69<br />
2 0 1 1<br />
تبديع القياس العقلي، هي ذاتها اجلهة التي يجب اأن تعد<br />
علة يف تبديع القياس الفقهي، وهي اأنهما معا جاءا بعد<br />
الصدر الأول. واإذا تبني اأن القياس الفقهي قد استحدث<br />
بعد الصدر الأول، ومل يكن بدعة، فاإن القياس العقلي<br />
اإذن ليس بدعة. فما يسري على القياس الفقهي يسري<br />
على القياس العقلي:<br />
•القياس الفقهي استنبط من احلث على<br />
العتبار وليس يرى اأنه بدعة؛<br />
•القياس العقلي مثل القياس الفقهي يستنبط<br />
من العتبار؛<br />
•اإذن القياس العقلي ليس بدعة.<br />
لكن هاهنا ماحظة نرغب يف تسجيلها. مبدئيا،<br />
اإذا كانت احلجة باملثال ل تستعمل اإل حني يكون قد تقدم<br />
اإىل علم املتكلم واملخاطب حكم املثال، فاإن املفرتض يف<br />
هذه احلالة اأن يكون القياس الفقهي قد تبني اأنه ليس<br />
بدعة واأن العمل به واجب؛ لهذا فاإننا نستطيع اأن نقول<br />
اإن هذا القياس مل يكن اأعرف حقيقة كما هو مفرتض<br />
ومنتظر، بل هو اأيضا موضع اعرتاض من ثاث جهات<br />
على الأقل:<br />
اجلهة الأوىل: هي اأنه ليس اأمر القياس الفقهي اأمرا<br />
بينّا بذاته، اإذ هناك من النظار من يعرتض على وجود<br />
القياس الفقهي من اأساسه، وهم الذين اشتهروا مببطلي<br />
القياس. صحيح اأن ابن رشد يعترب هوؤلء فئة قليلة ل<br />
يُعتد بقولها مقارنة مبن يقولون به. لكن األيس وجود هذه<br />
الفئة القليلة دليا على اأن التمثيل به ل يستويف شرطه،<br />
الذي هو اأن يكون بينّا قبل اأن تتبني النتيجة؟ فما مصري<br />
دعوى ابن رشد اأمام من يعترب القياس الفقهي ذاته<br />
بدعة؟ لعل اأساس التمثيل، اأعني انتفاء البدعة عن<br />
القياس الفقهي، هو ذاته يف حاجة اإىل تاأسيس. اإذ كان<br />
يلزم اأن نتقدم اإىل القول بالقياس قبل اأن ميثل لنا به.<br />
اأما اإن مل نتقدم اإىل ذلك فالتمثيل يفقد جناعته متاما.<br />
اجلهة الثانية التي جتعل التمثيل معرتضا عليه: هو<br />
ظنية القياس الفقهي، وقطعية القياس العقلي، وهذا<br />
بصريح قول ابن رشد نفسه يف فصل املقال ويف تهافت<br />
التهافت ويف غريهما من الكتب. فهل ما اأثبته للقياس<br />
الفقهي يصدق اأيضا على القياس العقلي؟<br />
اجلهة الثالثة: ماذا لو اعرتض معرتض بالقول اإن<br />
القياس الفقهي، بل صناعة الفقه واأصوله كلها بدعة،<br />
اإذ مل تكن زمن النبي؟ احلقيقة اأن ابن رشد نفسه كان<br />
يعرف، خصوصا يف الضروري يف الفقه، اأن القياس<br />
الفقهي ليس اأمرا مقطوعا فيه، بل هو نفسه كان موضع<br />
صوؤال عنده، وهذا ما سننظر به بشيء من التفصيل قبل<br />
النظر يف تعامله مع هذه العرتاضات:<br />
لقد كان النظار الذين جاءوا بعد وفاة رسول<br />
الإصام مضطرين اإىل القياس الفقهي، بل اإىل صناعة<br />
الفقه ككل، وهو الأمر الذي مل يُضطر اإليه من كان<br />
معاصرا لزمن النبوة. فكلما كانت العلوم اأكرث تشبعا<br />
كان الناظرون فيها مضطرين يف الوقوف عليها اإىل<br />
اأمور مل يُضطر اإليها من تقدمهم، اأي »اإىل قوانني حتوط<br />
اأذهانهم عند النظر فيها اأكرث«. ف»بني اأن الصناعة<br />
املوسومة بصناعة الفقه يف هذا الزمان ويف ما سلف<br />
من لدن وفاة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتفرق<br />
اأصحابه على الباد واختاف النقل عنه صلى اهلل عليه<br />
وسلم بهاتني احلالتني، ولذلك مل يحتج الصحابة رضي<br />
اهلل عنهم اإىل هذه الصناعة كما مل يحتج الأعراب اإىل<br />
قوانني حتوطهم يف كامهم ول يف اأوزانهم« )55( .<br />
الظاهر اأن جلوء ابن رشد اإىل التمثيل بالنحو العربي<br />
وبقوانني اللسان العربي - التي مت الضطرار اإليها بعد<br />
حصول احلاجة اإىل ذلك )الختاط باأمم اأخرى...(،<br />
وهي احلاجة التي مل تكن عند الأعراب – كان من اأجل<br />
اإثبات اأن الأمر كذلك يف ما يخص الفقه، اأو اأصول الفقه<br />
على وجه اأخص. وعليه ف»بهذا الذي قلناه ينفهم غرض<br />
هذه الصناعة، ويسقط العرتاض عليها باأن مل يكن<br />
اأهل الصدر املتقدم ناظرين فيها« . 65<br />
هذا اجلواب الذي قدمه ابن رصد يف مقدمة<br />
الضروري يف الفقه عن العرتاصات التي ميكن اأن<br />
توضع يف وجه مستعملي القياس الفقهي، يقدم لنا<br />
بيانا واضحا يجعلنا نقرر اأنه اإن كان هناك شيء يشبه<br />
القياس الفقهي القياس العقلي، فهو مسار البحث عن<br />
املشروعية.<br />
اأبحاث