23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

72<br />

بني نظام العلم ونظام العمل.‏ فاإذا كان من البني بذاته<br />

اأن يكون نظام العمل مقتضيا تضافر اجلهود لأجل<br />

اإنشاء الصنائع وتصويرها فبالأوىل اأن يكون نظام العلم<br />

)65(<br />

كذلك.‏<br />

لكن ابن رشد يعرف جيدا اأن النظر يف القياس<br />

العقلي قد تقدم اإليه غرينا،‏ اأما ما مل يتقدم اإليه غرينا<br />

فهو القياس الفقهي.‏ )66( اأو بعبارة اأخرى ملا مل تكن هذه<br />

حالنا،‏ لأننا لسنا ممن تقدم اإىل النظر القياس العقلي،‏<br />

بل غرينا،‏ جلاأ ابن رشد اإىل متثيل النظر يف القياس<br />

العقلي بالنظر الفقهي،‏ علما اأن النظر يف القياس<br />

الفقهي غري النظر يف القياس العقلي.‏<br />

رمبا يكون من تبعات هذا التمثيل القول بوحدة النوع<br />

البشري.‏ واإل فما معنى اأن ميثل املتقدم واملتاأخر يف<br />

النظر يف القياس العقلي باملتقدم واملتاأخر يف النظر يف<br />

القياس الفقهي،‏ مع اأن املتاأخر واملتقدم يف القياس الأول<br />

ل يخرجنا عن امللة،‏ يف حني تكون الستعانة يف الجتهاد<br />

الفقهي مشروطة باملشاركة يف امللة؟<br />

ومن تبعاته اأيضا،‏ اإلغاء الفروق بني الأقيسة،‏ وما<br />

كان ليتاأتى له ذلك اإل من جهة النظر اإليها من جهة<br />

الصورة.‏ لأنه يف هذه احلالة فقط ميكن استعانة املتقدم<br />

باملتاأخر دون اعتبارات ثقافية اأو ملية،‏ اإل اعتبار ‏شروط<br />

‏صحة هذه الأقيسة.‏ ومن تبعات اإلغاء الفروق بني<br />

الأقيسة حتييدها.‏ من هنا جاء ذلك التمثيل الشهري<br />

للقياس العقلي باآلة التذكية.‏<br />

2 احلالة الثانية:‏<br />

وهي احلالة التي ل نكون فيها نحن اأول من تقدم<br />

بالنظر يف القياس العقلي،‏ بل غرينا هو الذي ‏سبقنا<br />

اإىل ذلك.‏ يف هذه احلالة اأيضا،‏ يستعمل ابن رشد تلك<br />

القاعدة ليسحبها على هذه النازلة،‏ ليحكم:‏ ‏»بنيٌ‏ اأنه<br />

يجب علينا اأن نستعني على ما نحن بسبيله مبا قاله من<br />

تقدمنا يف ذلك،‏ وسواء كان ذلك الغري مشاركاً‏ لنا اأو غري<br />

مشارك يف امللة.‏ فاإن الآلة التي تصح بها التذكية ليس<br />

يعترب يف ‏صحة التذكية بها كونها اآلة ملشارك لنا يف امللة<br />

اأو غري مشارك اإذا كانت فيها،‏ ‏شروط الصحة؛ واأعني<br />

بغري املشارك من نظر يف هذه الأشياء من القدماء قبل<br />

ملة الإصام«‏ )67( . وعلينا اأن نوضح قول ابن رشد:‏<br />

فلما كانت املقاييس العقلية تشبه اآلة التذكية،‏<br />

ول اعتبار ملشاركة ‏صاحب هذه الآلة يف امللة اأو عدم<br />

مشاركته،‏ واإمنا ‏شروط ‏صحة اآلة التذكية هي فقط ما<br />

يجب اأن يوؤخذ بعني العتبار؛ وملا كان كل ما يحتاج اإليه<br />

من النظر يف اأمر املقاييس العقلية قد تقدم اإليه القدماء<br />

بالفحص،‏ فاإنه ينبغي اأن نفحص ما تركوه من نظرهم<br />

يف القياس العقلي،‏ متاما مثلما ينبغي فحص ‏شروط<br />

‏صحة اآلة التذكية.‏<br />

لكن هذا الفحص ل ينبغي اأن يتوجه اإىل من نظر<br />

يف املقاييس اأو ‏صاحبها ومنشئها الأول،‏ واإمنا اإىل هذا<br />

النظر،‏ اأعني اإىل ‏شروط ‏صحته فقط:‏ ‏»فاإن كان كله<br />

‏صواباً‏ قبلناه منهم،‏ واإن كان فيه ما ليس بصواب،‏<br />

نبهنا عليه«‏ )68( . والظاهر اأن التاأكيد حصر الفحص<br />

يف الرتاكم احلاصل بخصوص املقاييس العقلية دون<br />

احتفال مبن كان وراء ذلك الرتاكم،‏ ‏ضرب من اللتزام<br />

من ابن رشد بقواعد الفحص العقلي من غري اعتبار<br />

للسُّ‏ لُطات املعرفية التي تقف وراء ذلك.‏<br />

غري اأن اأهم العوائق يف متثيل القياس العقلي<br />

بالقياس الفقهي،‏ هو دخول معطى اأساسي يف القياس<br />

العقلي غري موجود يف القياس الفقهي:‏ فاملتقدمون<br />

واملتاأخرون الناظرون يف القياس الفقهي رغم كونهم<br />

خمتلفني يف املذهب،‏ فهم يشرتكون كلهم يف ملة واحدة،‏<br />

اإذ كان النتماء اإىل امللة اأول ‏شروط الجتهاد فيها؛ اأما<br />

املتقدمون واملتاأخرون الناظرون يف القياس العقلي فهم<br />

يختلفون يف امللة،‏ وليسوا بالضرورة من ملة واحدة،‏ اأو<br />

على الأقل ليست وحدة امللة بينهم ‏شرطا لجتهادهم<br />

واستفادة بعضهم من بعض.‏ وانتفاء ‏شرط املشاركة<br />

يف امللة يجعل من القياس العقلي اأمرا غري منتم مللة<br />

معينة،‏ واإل ‏سقطنا يف التناقض،‏ فالقياس العقلي يخص<br />

الإنسان مبا هو اإنسان.‏ هذا املعطى هو الذي ل يجعل<br />

عملية التمثيل قائمة على التشابه التام بني الطرفني،‏<br />

لأن درجة الختاف يف املذهب على كل حال ل ترقى<br />

اإىل مستوى الختاف يف امللة.‏ غري اأن ابن رشد مل يكن<br />

ليعتد بهذا العائق،‏ ف ‏»سواء كان ذلك الغري مشاركا لنا<br />

2 .

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!